تقول صاحبة القصة: ?
كنت أذهب إلى الجامعة بالحافلة كل يوم، ما عدا يوم الخميس الذي يتأخر فيه دوامي إلى الساعة الحادية عشر، فاتفقت مع سيارة أجرة تقودها امرأة أن تأتي كل خميس الساعة العاشرة لتوصلني إلى الجامعة بمعنى آخر حجزتها في هذا الموعد. ?
وسيارات الأجرة النسائية في مدينتنا معدودة على الأيادي، وعليهن طلب كبير من النساء، فإذا احتجت إلى سيارة أجرة لابد أن أحجزها قبل مدة.⏰
ذات خميس كان عندي موعد قبل الساعة العاشرة، لكنه تأخر، وخشيت أن تأتي الساعة العاشرة وأنا لم أنتهي ثم أكون قد أفسدت على المرأة وحبستها عن البحث عن رزقها فقررت الغياب واتصلت عليها لأخبرها.?
الساعة العاشرة تماما كنت قد انتهيت، اتصلت عليها لأسألها إذا كانت لديها زبونة أو أنها ما زالت تبحث فتأتي لتوصلني. فقالت لي أنها الآن في طريقها إلى مكان بعيد ومعها عدد من معلمات الروضة تنقلهن لأجل رحلة.?
قلت حسنا، وركبت السيارة برفقة والدتي عائدة إلى المنزل، وقبل ذلك مررنا على الجمعية لشراء بعض الحاجات.
وفي الجمعية، جاءني شعور غريب وملح أني أريد الذهاب إلى الجامعة. على أنه لم تكن لدي سوى محاضرة واحدة، تبقى على بدأها نصف ساعة والجامعة بعيدة. وفي هذا الوقت، يستحيل أن أجد سيارة أجرة شاغرة، وإن كان فإنها حتى تصل إلى مكاني ستحتاج ما لا يقل عن ربع ساعة، وقتها تكون المحاضرة قد بدأت، ولا فائدة من ذهابي. قلت سأجرب وأنا أساسا قاطعة الأمل، ولا أحتفظ في جوالي غير أرقام أربعة سائقات، إحداهن صاحبتي التي سرحتها، اتصلت على الرقم الأول فإذا هو غير مستخدم، اتصلت بالرقم الثاني فلم ترد، اتصلت بالرقم الثالث فأجابت صاحبته.?
-السلام عليكم، أختي تقدرين توصليني؟
-نعم، أين مكانك؟
-في الجمعية الفلانية.
-خلاص 5 دقائق وأنا عندك.
5 دقائق، فقط! لم أكد أصدق، وظننت أنها أخطأت التقدير وستستغرق 10 دقائق على الأقل ..لكنها بعد دقيقتان بالتمام كانت عند الباب.
ركبت السيارة وأنا في ذهول، كيف حصل هذا..
قلت لها:
-ماشاء الله ما توقعت بسرعة توصلين!
-لما كلمتيني كان بيني وبينكم شارع، أصلا أنا كنت في الروضة، كنا هناك حوالي 5 سيارات أجرة نسائية، طلبونا حتى نوصل المعلمات لديهم رحلة، ثم قالوا لي تكفينا 4 سيارات، ما عندنا حد يركب معك، توكلي على الله. ?
قلت لها: تعرفين فلانة؟ (صاحبتي التي سرحتها) فلانة كان المفروض هي من توصلني للجامعة، لكنها أخذت مكانك هناك وأنتِ أخذتِ مكانها هنا
من خلال هذه القصة نستشعر من أسماء الله الحسنى:
الرب: ربوبيته سبحانه في الخلق وتيسيره لشؤونهم.
الوكيل: توكلت عليه، ولم يضيع رزقها.
الرزاق: رزقها من حيث لم تحتسب.
اللطيف: هيأ الأسباب بلطفه دون أن يشعر أحد.