١١ رمضان
قال تعالى:“وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَىٰ”
✨ *وانقضت العشر*
ها أنت تسير، سيرَ الحثيث المرتقبْ، تنام بعد بحّة الترتيل، تستيقظ على شبعٍ مصدره الأجر والإيمان!
تأخذك فرحة استقبال اليوم الأول على عجل نحو العاشر ثم تدرك عَرَضًا سرعة مضي الأيام، تدرك أنَّ لحظات تقاعسك تسرق رمضان من كلتا يديك؛ فتتأهبْ مجددًا، للِذة مستدامة لا يبارحك أثرها ما حييتْ.
تُزوّد طاقتك بالرحمة المتدفقة من هذهِ العشر الأولى، لتسارع في الإمساك بمجداف الهمة، راكبًا نهرَ العشر الوسطى طامعًا بالمزيد والمزيد.
✨ *سارع!*
أنتَ تعلم علمَ اليقين سوء العجلة في حياتك، بيدَ أنها للمسارعة إلى رضا الله من فردوسِ المبتغيات!
هل تساهلت عن هزيمة البغض الكائن بينك وبين أقاربك؟
سارعْ الآن، فما زال في رمضانِ بقية.
هل عدوتَ عدو الخيول أثناء قراءتك للقرآن دون تدبرٍ لآياته؟
سارعْ الآن، فما زال في رمضان بقية.
هل أمسكت عن إخراج أفضلِ مالك الذي ظننت دوامه عندك؟ ولو قليلًا؟
سارعْ الآن، فما زال في رمضان بقية.
هل فضّلت اللهو ليلًا وأجّلت قيامه بالصلاة والدعاء حتى يفكّ الهوى قيوده دون مجاهدة؟
سارعْ الآن، فما زال في رمضان بقية.
✨ *لا تخسر اللحظات*
اجمع بين عقلك وقلبك ليكونا على وفاقٍ مع الاستحضارِ والخشوع والاستشعار، ثم انطق بما يجعل لسانك رطبًا حيًا! استغفر/ سبّح/ حوقل.
لا تخسرْ لحظاتٍ و دقائقَ وساعاتٍ ثم أيام من عمرك الرمضاني، وأيُّ خسارة تلك!
فإن خاتمة عمرك مجهولة، وبيدك جعلها حسنةً معلومة بالاستعداد لها كلَّ حين.
✨ *استكثر من الخيرات*
تأمل سحابة رمضان فوقك، لازلتَ تستظلّ بها مترقبًا مطرها الذي ينهمر.
اجمعْ قطراته التي يتضاعف حجمها حتى يروي عطش روحك المُذنبة، اجمعها بترتيلك لآيات القرآن، بصدقتك، بصيامك المتكامل، بصلة أرحامك، بلسانك حلوِ الكلام، ولا تستكثر ما تراه قليلًا بعينيك الضئيلتين، {وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا}
?
قال تعالى:“اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ”
?