١٣ رمضان
قال تعالى:
✨ *علاج الاسترسال في الذنوب*
إن كنت تشكو من بُعدك عن الله تعالى وتشعر بالنفاق، وقد غرتك الدنيا بزخرفها ولا تستطيع الخلاص من الذنوب .. فإن العلاج الشافي لذنوبك وشهواتك، والسبيل لاستقامتك على الطريق إلى ربِّك عزَّ وجلَّ، وطوق النجاة الذي سيقودك إلى شاطيء الأمان بجنة الرحمن ..?
هو *الخوف*، فهو أعظم المنازل وأكثرها نفعا على القلب، وهي من العلامات الفارقة بين أهل الإيمان وبين أهل الكفر، قال تعالى: {إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين} ( آل عمران: ١٧٥)
فالخوف من لوازم الإقبال على الله، فجميع خصائص النفس تُممت لتكون عوناً للإنسان على معرفة الله وطاعته.
✨ *ما هو الخوف؟*
قال أبو حفص: “الخوف سراج في القلب، به يبصر ما فيه من الخير والشر، وكل أحد إذا خفته هربت منه إلا الله عز وجل، فإنك إذا خفته هربت إليه”.
فإن الخائف هارب من ربه إلى ربه. ?
هل كلما حدثتك نفسك بالمعصية، استشعرت أن الله ناظرٌ إليك ومُطلِّعٌ عليك ..
أم أنك جريء على معصية الله؟!
قال أبو سليمان: “ما فارق الخوف قلبا إلا خرب”، وقال إبراهيم بن سفيان: “إذا سكن الخوف القلوب أحرق مواضع الشهوات منها، وطرد الدنيا عنها”، وقال ذو النون: “الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق”.
استحضر دائما المخاوف واجعلها نصب عينيك بحيث لاتنساها فنسيانُها يحول بين القلب وبين الخوف.❣️
✨ *الخوف الصادق*
واعلم أنَّ الخوف المحمود الصادق: ما حال بين صاحبه وبين محارم الله -عز وجل- ، فإذا تجاوز ذلك خيف منه اليأس والقنوط.?
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الخوف المحمود ما حجزك عن محارم الله.
✨ *الخوف من عدم القبول*
ومن المعاني الجليلة للخوف من الله، والتي يجب على المؤمن استحضارها في رمضان أن يخاف من أن لا تقبل أعماله عند الله سبحانه وتعالى، فالعبد المؤمن يستصحب هذا الخوف فيستصغر أعماله مهما عظمت أو كثرت حتى لا يصيبه منها الغرور ويمني على نفسه الأماني،? وتلك من الأوصاف التي مدح الله بها أهل الخوف وأثنى عليهم في قوله تعالى: {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون} (المؤمنون: 57)
?
الخوف علامة صحة الإيمان، وترحله من القلب علامة ترحل الإيمان
?