قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

15 ✨ *كيف حال همتك؟*

المحتويات:

15 ✨ *كيف حال همتك؟*

١٥ رمضان

نقل ابن قتيبة عن بعض كتب الحكمة:
“ذو الهمة إن حُط فنفسه تأبى إلا علواً، كالشعلة من النار يُصوِّبُها صاحبها و تأبى إلا ارتفاعاً”

✨ *كيف حال همتك؟*

هل ما زالت تتوهج في منتصف هذا الشهر؟ أم أن رياح الفتور هبت عليها فصارت تحتاج إلى توقد جديد؟?

روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:“لا تصغرن همتكم، فإني لم أرَ أقعد عن المكرمات من صغار الهمم”

وقال أحد الصالحين:
“همتك فاحفظها، فإن الهمة مقدمة الأشياء، فمن صلحت له همته وصدق فيها، صلح له ما وراء ذلك من الأعمال.”?

✨ *مظاهر الفتور*

ولابد أن نعرف الداء قبل دواءه، وثمة مظاهر كثيرة لهذا الداء تشير لك بثلمة في إيمانك تحتاج إلى ترميم واهتزاز في علاقتك بربك تحتاج إلى تثبيت، فلنتحسس وجودها أو عدمها في نفوسنا.

? *المظهر الأول:* قسوة القلب ذلك السياج المانع للقلب من الخشوع لله تعالى الحابس لدمع العين من خشيته فلا يعرف القلب بعد هذا معروفاً ولا ينكر منكراً قد جفت ينابيع الحب فيه وأقفرت رياض الرحمة لديه
{فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (الزمر: ٢٢)

? *المظهر الثاني:* التهاون في فعل الطاعات، ما كان منها فرضا، أو نفلا، يسيرا كالأذكار، أو غير ذلك كالحج، والصلاة، والصيام، فإذا رأى الانسان نفسه متثاقلا في أداء العبادات متكاسلا في النهوض إليها يشعر كأنها أمثال الجبال على كاهله، فليعلم أن داء الفتور قد دب في أوصاله وسرى في دمه يقول تعالى  ذاماً هذا الصنف من المصابين بهزال الايمان وضعفه: {وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} (النساء: ١٤٢) ويقول تعالى : {وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ} (التوبة: ٤٥) .

? *المظهر الثالث*: بغض الصالحين الممتثلين للسنة، الحريصين على إقامة شعائر الدين في أنفسهم فإذا مارأيت الفؤاد يتجنب مجالس الخير ويأنس بأحاديث اللغو والتفاهة فاعلم أنه يعيش صراعاً مع نفسه فإنها تنازعه الثبات على الحق وتدعوه إلى الإهمال فيه والفتور.
يقول الفاروق رضي الله عنه: (جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة)

✨ *علاج الفتور*

إن الدواء الناجح لداء الفتور هو بإيجاز قطع تلكما المظاهر، التي من شأنها أن توقع المسلم في خنادق الفتور، ومهاوي التقصير، ليسلك بدلها وسائل الثبات، وطرق الالتزام بالهداية، فيعظم العبد ربه في قلبه، ويطبع هذا التعظيم على أقواله وأفعاله واعتقاده، ويتّبع سنة النبي  صلى الله عليه وسلم  بلا زيادة أو نقصان، ويضع الموت والنار والجنة نصب عينيه، يرجو رحمة ربه، ويخاف عذابه ، معظمًا في ذلك شعائر الله، فإن ذلك من تقوى القلوب، متعاهدًا لنفسه بالمحاسبة ، وبالرفقة الصالحة، وبالوعظ والتذكير، مبتعدًا عن طرق الهوى والفتنة بشتى وسائلها، مرددًا دعاء النبي  صلى الله عليه وسلم: “اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك” [رواه مسلم]

?
قال ابن الجوزي:
“من علامات كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدون دني”
(صيد الخاطر، ٢٨).
?

من منتجاتنا

No data was found