٢١ رمضان
قال تعالى: {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران:١٥٩)
✨ *حلت العشر*
وهاهي العشر الأواخر من رمضان قد حلّت، هاهي خلاصة رمضان، و زبدة رمضان، و تاج رمضان قد قدمت، وبدأ السباق ..في أيام فاق فضلها سائر أيام الشهر، إنها موطن العزيمة والمسارعة إلى الخيرات.?
✨ *العزيمة على الخير*
كان من دعاء النبي قوله صلى الله عليه وسلم أن يقول:“وَأَسألك العزيمة على الرشد”.[الترمذي]
فإن العزيمة مطلب عظيم ؛ ما أحوجنا إليه.
والرشد: هو كل خير وفلاح في الدنيا والآخرة.
وكثيرًا ما نسمع بالأحاديث والمواعظ النافعة إلا أن عزائمنا فاترة وهِمَمنا ضعيفة، فما أحوج كل واحدٍ مِنَّا أن يسأل الله جل وعلا العزيمة على الرشد، أي أنك إذا بلغك الخير وعلِمتَ به أن تعزم عليه وتسارع لفعله لتكون من أهله.?
قال تعالى :{سَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّت لِلْمُتَّقِينَ}[آل عمران:١٣٣[
والمسارعة والمسابقة تعني: المبادرة في تحصيل شيء ربما فات التأخر عنه، وربما ندم من تكاسل في طلبه.?
✨ *مسارعة النبي في العشر*
وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يخص العشر الأواخر من رمضان بالمسارعة والمسابقة، فإذا دخلت العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وشد المئزر، وجدَّ واجتهد في طاعة الله وتحرّى ليلة القدر.?
قال تعالى:{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(٣)} [سورة القدر]
العمل القليل فيها كثير، والكثير فيها مضاعف والعبادة فيها أفضل من عبادة ألف شهر .?
وعن عائشة – رضي الله عنها – قالت: قلت: يا رسول الله، أرأيت إنْ علمت أي ليلة ليلة القدر؛ ما أقول فيها قال: قولي: “اللهم إنك عفو تحب العفو ، فاعف عني)).[رواه الترمذي].?
✨ *عشر العزيمة والمسارعة*
فبلوغ هذه العشر المباركة غنيمة نحمد الله عليها، والعزم على الإنتفاع بها عبادة عظيمة فقد بلغنا خير هذه العشر، فسارعوا وأقبلوا على خالقكم وتزودوا في كل ساعة بل كل دقيقة بالذكر، والدعاء، والاستغفار، فإنها زائرة خفيفة الظل، كثيرة الهدايا، سريعة الارتحال!
?
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى}
(البقرة: 197)
?