قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

14 ✨ *الرجاء من مقامات الإيمان*

المحتويات:

14 ✨ *الرجاء من مقامات الإيمان*

١٤ رمضان

قال يحيى بن معاذ: إلهي، أحلى العطايا في قلبي رجاؤك، وأعذب الكلام على لساني ثناؤك، وأحب الساعات إليَّ ساعة يكون فيها لقاؤك.

*الرجاء من مقامات الإيمان*

قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} (الإسراء: ٧٥)

ما أطيب آيات الله ولطيف وصفه لعباده المؤمنين، فإن ابتغاء الوسيلة إليه: طلب القرب منه بالعبودية والمحبة، فذكر مقامات الإيمان الثلاثة التي عليها بناؤه: الحب، والخوف، والرجاء.

والرَّجاءُ كما عَرَّفهُ أهلُ العلمِ: حادٍ يحدو القلوبَ إلى بلاد المحبوبِ، وهو اللهُ والدَّارُ الآخرةِ، ويطيب لها السير، وقيل: هو الاستبشارُ بجودِ وفضلِ الرَّبِّ تباركَ وتعالى، والارتياحِ لمطالعةِ كرمهِ سبحانهُ، وهو فرضٌ لازمٌ على كُلِّ مسلمٍ.?

*لماذا يحتاج قلبك للرجاء؟*

لأنك تدور بين ذنب ترتجي غفرانه، وعيبٍ ترجو إصلاحه، وعملٍ صالح ترجو قبوله، واستقامةٍ ترجو حصولها وثباتها، وقربٍ من الله ترجو الوصول إليه.?

والفرقُ بين الرجاء وبين التمنِّي أنَّ التمنِّي يكونُ مع الكسلِ،❕ ولا يسلكُ صاحبهِ طريقَ الجدِّ والاجتهادِ، والرَّجاءُ يكونُ مع بذلِ الجهدِ وحسنِ التَّوكُّل فالزمه يا باغي الخير وتذكر قوله تعالى:

{فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} (الكهف: 110).

*العلاقة بين الخوف والرجاء*

وبين الخوف والرجاء علاقة لا تنفك أبدا،? فالخوف يستلزم الرجاء، ولولا ذلك لكان يأسًا وقنوطًا من رحمة الله، و الرجاء يستلزم الخوف، ولولا ذلك لكان أمنًا من مكرِ الله؛ فالخوف والرجاء متلازمانِ، فكل راجٍ خائف، وكل خائف راجٍ؛ ولذلك حسُن وقوع الرجاء في مواضع يحسُن فيها وقوع الخوف؛ مثل قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} (نوح: 13).

ولا بد من الموازنة بين الخوف والرجاء؛ كما قال بعض العلماء: العبد في سيره إلى الله كالطائرِ يطير بجناحي (الخوف والرجاء)، فجناحا الطائر إذا استويا استوى الطير وتم طيرانه، وإذا نقص أحدهما اختل توازنه نوعًا ما، وإذا ذهب الجناحان صار الطائر في حدِّ الموت.?

ومن يجمع بين الخوف والرجاء يفلح، قال تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ} (الزمر: 9)، وقال عز وجل: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا} (الأعراف: 56)، وهذه الآية من أدلة وجوب الخوف والرجاء.

*أنواع الرجاء*

والرَّجاءُ ثلاثةُ أنواع: نوعانِ محمودان فالزمها، ونوعٍ مذموم فاجتنبه.

فالأوَّلانِ: رجاءُ رجلٍ عَمِلَ بطاعةِ اللهِ على نورٍ منَ اللهِ فهو راجٍ لثوابهِ، ورجلٌ أَذنبَ ذنوبًا؛ ثُمَّ تابَ منها فهو راجٍ لمغفرةِ الله تعالى وعفوهِ وإحسانهِ وجودهِ وحلمهِ وكرمهِ. ?

والثَّالثُ: رجلٌ متمادٍ في التفريطِ والخطايا يرجو رحمةَ الله بلا عَملٍ، فهذا هو الغُرورُ والتَّمنِّي والرَّجاءِ الكاذبِ.❕

والله جل وعلا فتح باب الرجاء لعباده في مغفرةِ أي ذنب، فقال سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53).

وتلك الآية هي من أرجى الآيات في كتاب الله.

?

عن جابر رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول – قبل موته بثلاث -: ((لا يموتنَّ أحدُكم إلا وهو يُحسِن الظنَّ بربه)). [مسلم]

?

من منتجاتنا

No data was found