قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

28 ✨ *احذر العجب في رمضان!*

المحتويات:

28 ✨ *احذر العجب في رمضان!*

٢٨ رمضان

“إذا عجز الشيطان عن إدخال الرياء على الإنسان أدخل عليه العُجْب بنفسه، حتى يفعل الخير لا يراه أحد فيُعجب به ويحتقر الذين لم يكونوا مثله”

✨ *مرض العُجْب*

إن من الأمراض القلبية التي قد تفتك بالمؤمن بعد رمضان مرض العُجْب، وقد لا نعلم من أمراض القلوب مرضاً فتكَ بقلوب الناس وداء ذهب
بعظيم أجورهم من العُجْب وما يأتي بعده، فالعُجْب يبطل الأعمال الصالحة ويمحو أثرها من القلب ويذهب أجرها، بل وفي كثير من الأحيان يقود صاحبه إلى أخلاق مذمومة أخطر مثل الغرور أو الكبر.?

*فالعُجْب هو الزهو بالنفس، واستعظام الأعمال والركون إليها، وإضافتها إلى النفس مع نسيان إضافتها إلى المُنعم سبحانه وتعالى.*

✨ *الفرق بين الُعجْب والكِبْر؟*

*العُجْب:* قاصر وهو شعور الإنسان بعظمة نفسه (الإعجاب بالذات)
*والكِبْر:* متعدٍ وهو التعاظم على الغير والتعالي عليهم،

*كثيرًا ما يشتبه على بعض الناس التفريقُ بين الفرح بالطاعة وبين العُجْب بها*، والفرق بينهما: أن الفَرِحَ بالطاعة مُطَالِعٌ لمنَّةِ الله عليه وتوفيقه لها، بينما المُعْجَبُ مُـعْـتَـدٌ بعمله لعمله يَمنُّ به على ربه، ويتكبر به على غيره والعياذ بالله.?

✨ *علاج العُجْب*

العجب داء فتَّاك مُحبطٌ لأعمال العبد، ومداواته بأمور ثلاثة:

▫️الأوَّل: *أن يذكِّر نفسه بجوانب التَّقصير الأخرى التي عنده،* فإذا أُعجب مثلاً بعبادته أو بحفظه أو بمعاني معينة وُجدت فيه ليقلِب الصفحة إلى جهةٍ أخرى وهي جوانب القُصور التي عنده ومواضع الخلل التي فيه، فيشغل نفسه بتدارك النَّقص ومعالجة الخلل بدل أن يُعجب بجانبٍ معيَّن وُفِّق فيه للإحسان والإتقان.

▫️الثَّاني : *أن يذكِّر نفسه بأنَّ هذا الأمر الذي حصل له إنما هو من فضل الله عليه الله عليه ونعمته*، وأنَّه لولا فضل الله لما ناله. {وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ}.
(الكهف: 39)

▫️الثَّالث: *أن يذكِّر نفسَهُ بالقُصُور الذي عنده في العمل الذي قام به؛* لأنَّه مهما قدَّم الإنسان من عمل لابد أن يكون عنده قصور فيه، فإن كان الذي أُعْجب به حفظًا مثلاً يذكِّر نفسه بالأمور الأخرى التي قصَّر بها في الحفظ، أو كان في العبادة يذكِّر نفسه بالأمور الأخرى التي قصَّر بها في العبادة، وهكذا.

✨ *احذر العجب في رمضان!*

من الناس من قد يقول بعد انقضاء رمضان، قرأت كذا وكذا ختمة، وفعلت كذا وكذا من من الأعمال الصالحة، ظاناً أنها من عند نفسه، ناسياً أنها محضُ فضلٍ من الله عليه، وإننا لن ننجو إلا إذا منّ الله علينا برحمته، يقول صلى الله عليه وسلم: “ إنه لن ينجو أحد منكم بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل” [رواه مسلم].?

العُجْب يحبط الأعمال الصالحة، ويخفي المحاسن، ويكسب المذام، ويذهب بالرزق، ويقلل الاحترام، ويحبس الدعاء.
فلا ينفك لسانك عن دعاء اللطيف أن يلطف بك، ويمُنَّ عليك برحمته، ويتفضَّل عليك بكرمه، حتى تنجو من عذاب الجحيم، وحتى تسعد بجنات النعيم.?

?

يقول ابن تيمية -رحمه الله-: “وكثيراً ما يُقرن الرياء بالعُجْب، فالرياء من باب الإشراك بالخلق، والعُجْب من باب الإشراك بالنفس، وهذا حال المستكبر، فالمرائي لا يحقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} والمُعْجب لا يحقق قوله:{وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} فمن حقق قوله {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} خرج عن الرياء ومن حقق قوله: {وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} خرج عن الإعجاب”.
?

من منتجاتنا

No data was found