١٦ رمضان
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ) رواه مسلم
✨ *الحسد مرض قلبي خطير*
الحسد من الأمراض القلبية التي تصيب بعض الناس، بسبب الغيرة، وحب الدنيا، وعدم الرضا بالقضاء، ?فمن الناس من إذا رأى نعمة أنعمها الله عز وجل على أحد من الناس، تحركت نفسه الخبيثة، وغيرته القبيحة، وبدأ يفري ويهري في ذلك المسكين، وكان الواجب عليه أن يدعو الله لأخيه بالبركة، فذلك فضل الله يؤتيه من يشاء من عباده، ويمنعه عمن يشاء، بحكمته وعلمه سبحانه.?
وقد سئل بعض الحكماء : أي أعدائك لا تحبُّ أن يعود لك صديقًا؟ قال: (الحاسد الذي لا يرده إلى مودتي إلا زوال نعمتي)
[العقد الفريد،لابن عبد ربه] .
إنَّ الحسَدَ الذي وَرَدَ في السُّنة و ذمُّه المصطفى وحذر منه، هو أن يُحِبَّ المرءُ زوالَ نعمةِ اللهِ عن المحسودِ.
✨ *الفرق بين الحسد والغبطة*
فلعلك تبادر إلى ذهنك ،
ماهو الفرق بين الحسد والغبطة ؟
الغبطة: أن يتمنى الإنسان أن يكون له مثل الذي عند الغير، دون زوال تلك النعمة عن الغير.?
والحسد: فهو تمني زوال النعمة عن الغير، سواء حصلت له أم لم تحصل، المهم أن يتمنى زوال النعمة عن المحسود.?
فإذن الغبطة صفة المؤمن، والحسد صفة المنافق
نسأل الله السلامة والعافية.
✨ *الحسد خلق إبليس*
والحسَدُ داءٌ قديمٌ ، وقيل إنّ الحسد أول ذنب عُصي الله به في السماء، وذلك عندما حسد إبليس اللعين آدم عليه السلام، فامتنع من السجود له، وعصى أمر ربه تعالى، فطرده الله من رحمته.?
قال تعالى : {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إَلاَّ إِبْلِيسَ قَال أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً * قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّ قَلِيلاً}
(الإسراء: 61-62)
✨ *احذر أن تتشبه بأخلاق الحاسدين!*
من الناس في يومنا من قد لا يتمني زوال النعمة على الغير، ولكن يكثر على لسانه المزح، فيقول: “هلك فلان، نال كذا” أو “جميل ما صنع هذا الحقير” أو ينادي على أحدهم: “تعال أحسدك!”، فيغلط بالألفاظ ولا يذكر الله قاصدا أو غير قاصد، وهو يظن ذلك مزاحاً ودعابة.
وليس في التشبه بأخلاق الحاسدين لطافة، وجريان هذه الألفاظ على اللسان تقود فعلا إلى تفشي الحسد في المجتمع، وقد يصبح هو أول الحاسدين. ⛔️
تعلمْ طهارة القلب، ودربْ نفسك على أن تدعو لأخيك بالبركة فيما رزق، وأن تقول “ما شاء الله، لا حول ولاقوة إلا بالله” “اللهم بارك له”
وثْق بالله الذي يعطي النعم ويسلُبها
قال تعالى : { نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } (الزخرف:32)
?
{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِن شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)} [سورة الفلق]
?