موسم الأباطيل

ملف عن حكم مشاركة المسلمين أعياد النصارى

تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) [سورة مريم]

– تعريف عيد الميلاد

عيد الميلاد أو الكريسماس [Christmas] هو عيد يحتفل فيه النصارى بعيد ميلاد يسوع ، أي: بعيد (ميلاد الرب) عند أحد مذاهبهم ، أو بعيد (ميلاد ابن الرب) عند مذهبهم الثاني.

وعلى الرغم من اختلافهم في تحديد التاريخ الصحيح لهذا اليوم، فإنه قد شاع عندهم أن ٢٥ ديسمبر هو يوم الاحتفال.

– حكم الاحتــفال بــه

سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- عمن يفعل من المسلمين : مثل طعام النصارى في النيروز . ويفعل سائر المواسم مثل الغطاس ، والميلاد ، وخميس العدس ، وسبت النور . ومن يبيعهم شيئا يستعينون به على أعيادهم أيجوز للمسلمين أن يفعلوا شيئا من ذلك ؟ أم لا ؟

فأجاب: الحمد لله لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء ، مما يختص بأعيادهم ، لا من طعام ، ولا لباس ولا اغتسال ، ولا إيقاد نيران ، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة ، وغير ذلك . ولا يحل فعل وليمة ، ولا الإهداء ، ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك . ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار زينة . وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم ، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام ، لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم.

قــال الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله :

” وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ، أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك ، لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( من تشبه بقوم فهو منهم ) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه : (اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): “مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء” انتهى كلامه رحمه الله.

– موقف الصحابة من أعياد المشركين

قد شرط أمير المؤمنين عمر بن الخطاب والصحابة وسائر أئمة المسلمين أن لا يظهروا المشركين أعيادهم في دار المسلمين ، وإنما يعملونها سرا في مساكنهم ، فكيف إذا أظهرها المسلمون أنفسهم؟ حتى قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : “لا تتعلموا رطانة الأعاجم ، ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم ، فإن السخط ينزل عليهم” . وإذا كان الداخل لفرجة أو غيرها منهيا عن ذلك ; لأن السخط ينزل عليهم ، فكيف بمن يفعل ما يسخط الله به عليهم ، مما هي من شعائر دينهم ؟!

– لماذا لا يهنئ المسلم الكافر بعيده؟

يعد عيد الميلاد الكريسميس مناسبة دينية في صميم عقيدة النصارى، حيث يحتفلون بميلاد الرب أو ابنه حسب مذاهبهم.وهذا ما يخالف صميم عقيدتنا الإسلامية التي تشهد أن الله إله واحد لم يلد ولم يولد.فتهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حرام لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم .

سُئل الشيخ المفتي عبدالعزيز بن باز – رحمه الله-

في الأيام القريبة القادمة يحتفل الكفَّار بأعيادهم التي منها: عيد الكريسمس، وعيد رأس السنة، وغيرها، وأنا في دائرةٍ حكوميةٍ، معنا بعض النَّصارى أعطوا إجازات لحضور وإقامة أعيادهم، ورأيتُ في الخطابات التي وُجِّهت لهم التَّهنئة والتَّبريك من بعض الناس، من رجلٍ مسلمٍ، كما أنَّ كروت التَّهاني تُوزَّع وتُطبع في البلاد، وتُباع في كثيرٍ من المكتبات العامَّة، فهل من نصيحةٍ حول هذا، وبيان الحكم الشرعي؟

وفَّقكم الله، وسدَّد خُطاكم.

جواب الشيخ رحمهُ الله:

هذا لا يجوز، تهنئة الكفَّار بأعيادهم مُشافهةً، أو من طريق الهاتف –التليفون- أو بأوراقٍ تُطبع، كل هذا منكر لا يجوز من المسلم،

لا في بلاد الإسلام، ولا في غير بلاد الإسلام،

لا يُهنِّئهم بأعيادهم، ولا يُشاركهم فيها،

ولا يعمل معهم فيها ويُعينهم عليها؛ لأنَّ هذه إعانة على الباطل، فلا يشترك معهم،

ولا يُعينهم، ولا يُهنّئهم بأعيادهم الباطلة.

– الكريسماس بين الوهم والحقيقة

الوهم في أنه احتفال وبهجة وسُرور وأشجار مزينة وعادات وتقاليد.

الحقيقة أنه اعتقاد بأنه عيد ميلاد ابن الله، وهذا شتم له سبحانه تعالى عما يقولون.

وأمَّا شتمُه إيَّايَ فقولُه {اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا} وأنا اللَّهُ [الأحدُ] الصَّمدُ لم ألِد ولم أولَد ولم يَكن لي كفُوًا أحدٌ

ففي الحديث القدسي الذي رواه البخاري في صحيحه:

فهل بعد ذلك لنا من عذر للإحتفال مع من يشتمون الله ؟ وهل نقر أحداً على ان لله ابن؟ فنهنأه بميلاده؟ مقتضى إيمانك بالله وتوحيدك له، ومحبتك له كل ذلك يأبى أن تحتفل بذلك اليوم

المصدر. موقع الدُرر السَــنية