٢٣ رمضان
{ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (١) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (٢) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(٣) }
(سورة القدر)
✨ *ليلة القدر*
ليلة واحدة تهدى لك في ثوابها وأجرها خير من ألف شهر، كرم من الله وفضل، يعزم فيها المؤمن على استغلالها بقيام ليلها وإحياءها بالذكر ليجدد في نفسه إيمانه وويطلب من المولى غفران الذنوب ليرتدي لباس الطهر والتقوى، ليبدأ عهده الجديد مع الله.?
✨ *{لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}* (القدر:3)
فهي ليلةٌ خير من ألف شهر، أي العبادة فيها خير من 84 عاماً، وليس تعادل العبادة فيها 84 عام *إنما خير منها*!
تفكر أن الله مدَّ في عمرك، وبلغك رمضان، وحرم غيرك، وأعطاك صحة، وعافية، وفوق ذلك أهداك أعمار من الطاعة والعبادة تحققها في ليلة!❗️
نسمع من قبلنا أعمارهم تصل ألف عام فكم نستكثرها ونقول أن من قبلنا كانت حياتهم أكثر عبادة، لكننا نستطيع مسابقتهم، كيف؟ بإحياء ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر. ?
فالحكيم العادل أعطانا عمراً أقصر ولكن وهبنا ليالٍ عظيمة الشأن.
✨ *{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}* ( القدر: 4)
تأمل.. تتنزل الملائكة وأعظم الملائكة ( جبريل عليه السلام ) وهو رسول الوحي للأنبياء كافة وللرسول -صلى الله عليه وسلم- معيداً الذكرى الأولى لنزوله بالقرآن على قلب الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- حيث كانت البدايات. ?
الكون كله ساجدٌ لله، والملائكة في حراك ما بين الأرض والسماء يملأون الكون كله في تسبيح وتهليل وتقديس، ترى الملائكة يفعلون ما يؤمرون من الله في شأن العباد، فيكتبون الآجال والأقدار بأمر من الرحمن، لما فيه خيرهم وسعادتهم نتيجة لما يلجأون فيه إلى الله بالدعاء وصالح الأعمال، فنزول الملائكة دليل على عظمة تلك الليلة وفضلها عند الله، فأهل الأرض وأهل السماء يشاركون في إحياء وتعظيم تلك الليلة.
✨ *{سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}* (القدر: 5)
إنها الليلة التي أمِن فيها كل شيء، وخشعت الأصوات للرحمن، فالكون في سكون ونسائم الرحمات تتراقص على وجوه العابدين لتبشرهم بالفجر الجديد، ليلة يطول أمنها ويلقى فيها السلام فيسلم كل شيء في الوجود من الشرور والآفات بنزول فضائل الرحمن،☘️
إنها ليلة السعادة الأبدية لمن شاء، فهيأ قلبك، واغسله وتفقده وفرغّه لتلك الليلة،❤️
ولا يحرمك شيء في صدرك العطايا، فإن علم المولى صدقك أعطاك وأغدق عليك.
عش في ساعاتها بين دعاء وتفكّر وصلاة وذكر وقراءة قرآن فهو أعظم الذكر، ولا يضعف في أبواب الطاعة إلَّا عظيم الغفلة، فأشقى الناس من عرف الخير وتركه!❕
فلا تفرط بهذه الليلة، وشدّ مئزرك وتبتّل إلى ربّك وأرِ الله من نفسك خيراً،عمرك قليل وزادك يسير، تزوّد.
?
يا لها من ليلة الجزاء العظيم لكل من اجتهد وعمل لينال الفلاح والفوز العظيم، ليلة تسبق بمجيئها الفرحة الكبرى يوم العيد فرحة المؤمن بإفطاره وفرحته بفوزه العظيم .
?