٢ رمضان
قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (البقرة: ١٨٣)
✨ *رمضان شهر التقوى*
الغاية من فرض الصيام و حكمتُه الكبرى، وفائدته العظمى هي ؛ تربية النفس، صلاح القلب، تقوى الله عز وجل.
في تعريف التقوى قال الشيخ عبد العزيز بن باز: “تقوى الله سبحانه هي عبادته بفعل الأوامر، وترك النواهي عن خوفٍ من الله، وعن رغبةٍ فيما عنده، وعن خشيةٍ له سبحانه، وعن تعظيمٍ لحرماته، وعن محبةٍ صادقةٍ له سبحانه ولرسوله عليه الصلاة والسلام”.
✨ *السبيل إلى تحقيق التقوى*
ليكن شأنك في رمضان التقليل من أعراض الدنيا وتحقيق التقوى التي شرع الله الصيام لأجلها، ومن عقد العزم على أن يتقي الله فإنه يسعى لذلك سعيًا حثيثًا وهنا تذكير طيّب لمن أراد التقوى بأن:
١. يطهر قلبه وينقيه ويعده لهذه الأيام والليالي الثمينة.
٢. يستحضر ثواب الصيام وهذا مما يعين على صدق القلب وإخلاصه ومن ثمَ تحصيل التقوى، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدم من ذنبه” [متفق عليه]
٣. يصوم عن الحرام قبل الصوم عن الحلال، وهذا مما يتهاون في نيله الكثير هدانا الله وإياهم
إذا لم يكُنْ في السمع مني تصاوُنٌ
وفي بصري غضٌّ وفي منطقي صَمْت
فحظِّي إذًا من صومِيَ الجوعُ والظَّما
فإن قلت إني صمت يومي فما صُمْت
٤. يعيش مع القرآن، فرمضان شهر القرآن والسلف حالهم مع القرآن لا يُجهل، فمنهم من يختمه في ثلاث ومنهم من يختمه كل ليلة وما ذلك إلا لأن العيش مع القرآن معين على التقوى حيث أُنزل القرآن في رمضان، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ} (البقرة: ١٨٥)
٥. لا يفرط في القيام فقيام الليل شرف المؤمن، وزينة الصائم وبه يجاهد المرء نفسه على تحقيق التقوى.
٦. يكثر من الصدقة في رمضان، فكن جوادًا بالخير، ومن صور الصدقة إطعام الطعام وتفطير الصائمين.
٧. يلازم الاستغفار والدعاء والإكثار من العودة والإنابة لله والتوبة النصوح، لأن الحسنات يذهبن السيئات.
وتذكر أنك في جهاد مستمر ما بقيت تحاول جاهدًا تحقيق التقوى، والله سيهديك {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} (العنكبوت: ٦٩)
✨ *ثمرات التقوى*
وثمرات التقوى عظيمة جليلة خيّرة في الدنيا والآخرة، من مغفرة للذنوب، والنجاة من الخطوب، ومعرفة الحق حين التباس الدروب، وتعظيم الأجور ونيل المراد والفوز بالجنة والنجاة من النار، قال الله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (الأنفال: ٢٩).
وتكفيك معيّة الله: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوا وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ} (النحل: ١٢٨)
?
خَلِّ الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى
واصنع كماش فوقَ أرض الشوك يحذر ما يرى
لا تحقِرن صغيرة إن الجبال من الحصى
?