“الاستغفار عقب الطّاعات طريق الصّالحين.” – ابن القيّم ?
✨ *رمضان انقضى فلنحسن الختام*
سلام الله على شهر الصيام والقيام شهر نزول القرآن، شهر أدَّخَرَهُ الله للفتوحاتِ الّتي غَيّرت التّاريخ، وفيه استبشر المؤمنين بفتح أبواب الجنان وغلق أبواب النيران، وها قد عزَم على الرحيل، فمن مِنا أحسن فعليه بالتمام، ومن كان قد فرّط فليختِمه بالحُسنى فالعمل بالخِتام ?.
✨ *بالاستغفار تختم الأعمال*
من هدي حبيبنا – ﷺ – والصحابة – رضوان الله عليهم – والسلف الصالح أن يستغفروا بعد إتمام أعمالهم، فبالاستغفار تختم الأعمال الصالحة كلها، ألا ترى أننا نستغفر بعد الفراغ من الصلاة مما ظهر فيها من تقصير؟، فكذلك الصيام يرقع الاستغفار ما تخرق منه، قال السعدي:
“ينبغي للعبد كلَّما فرغ من عبادة أن يستغفرَ الله عن التقصير، ويشكره على التوفيق، لا كمَن يرى أنَّه قد أكملَ العبادةَ ومنَّ بها على ربِّه، وجعلت له محلاًّ ومنزلةً رفيعة، فهذا حقيق بالمقت وردِّ العمل كما أنَّ الأول حقيق بالقبول والتوفيق لأعمال أُخر” ✨
وحبيبنا – صلى الله عليه وسلم – ختم حياتَه العامرةَ بتحقيق العبودية وكمال الطاعة بالاستغفار، فعن عائشة رضي الله عنها أنَّها سمعت رسول الله ﷺ وأصغت إليه قبل أن يموت وهو مُسنِدٌ إليها ظهرَه يقول: *“اللَّهمَّ اغفر لي وارحَمني وأَلحِقنِي بالرَّفيق الأعلى”* (رواه البخاري). ذلك مع ملازمته -صلى الله عليه وسلم- للاستغفار في أيام حياته الزكيَّة وعمره الشريف. ?
قال ابن تيمية: “إن العبد مهما اجتهد لا يستطيع أن يقوم لله بالحق الذي أوجبه عليه فما يسعه إلا الاستغفار عقيب كل طاعة”.?
فالزم استغفار الله وشكره على التوفيق في آخر يوم من رمضان.
✨ *علامات قبول العمل*
ومن علاماتِ قَبول العمل، إتْباع الحَسَنةِ بالحَسَنة، والثبات على الطاعات بعدَ رمضان.
إن مثل رمضان كمثل الدنيا، ما هو إلا وقت يسير يصوم فيه المؤمن عن شهواته وغرائزه، ثم يرحل إلى ربه ويفرح بصيامه ولقاء ربه، هذه هي الدنيا؛ يمتحن المؤمن فيصوم عنها ثم يفرح بإتمام طاعته لله والفرحة والعيد الأكبر يوم أن نلقي الله وهي أَوفى حظوظ السَّعادة العاجلة والآجلة، وأفراح المؤمنين في دنياهم وأخراهم إنما هي بفضل مولاهم كما قال الله: *{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}* (يونس: ٥٨) ??
?
فضل عظيم أن يمدّ الله في عمرك، ويُديم عليك عافيتك حتى تبلغ رمضان، ثم يُوفقك للعمل الصالح بلا حُسبان، فواجبٌ علينَا الحمدُ والشكرُ بالقول والعمل.
?