مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي ٢ صفر ١٤٤٤ للشيخ: د.صالح بن حميد
الخطبة الأولى:
* لاتحزنوا على ما فات ولا تحملوا هم ما لم ينزل ولا تمدوا أعينكم إلى ما لا تملكون ..
صِلوا من قطعكم وأعطوا من حرمكم واعفوا عن من ظلمكم وأدوا الأمانة لمن أئتمنكم ولا تخونوا من خانكم وأحسنوا إلى من أساء إليكم.
* يقول بعض أهل العلم أن من أعظم المواقف الواعظة إفاقة المحتضر عند موته.
* فقد قالوا إنه يتنبه انتباهاً لا يوصف ويقلق قلقاً لا يحد، ويتلهف على ما مضى من زمانه، ويتمنى لو ترك ويرجع يتدارك ما فاته، ويصدق في توبته؛ لأنه يعاني من الموت ما يعاني ويكاد يقتل نفسه أسفاً وحسرة.
* الموتى انتهت فرصهم في الحياة وقد عاينوا الآخرة، عرفوا مالهم وماعليهم، أدركوا أنهم كانوا في نعم، فهل حفظوها؟ وفي أوقات فهل أحسنوا العمل فيها؟ وأي حسرة وأي ندامة هم الآن فيها!
* ها هنا وقفة مع مسألة عجيبة وحالٍ غريبة وصفت في الكتاب والسنة تتحدث عن مواقف لهؤلاء الأموات فيها العظة والعبرة والدرس بل فيها المبادرة والمسارعة لمن وفقه الله وأعانه إنها أمنيات الموتى !
* كل الموتى يتمنون لو رجعوا إلى الدنيا الصالحون وغير الصالحين أما الصالحون فيتمنون المزيد من العمل الصالح لما يرون من الكرامات والدرجات وعظيم النعم !
* المقصرون يتمنون الرجوع ليستدركوا ويستعتبوا.
* حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:
“ما من أحد يموت إلا ندم”. قالوا: وما ندامته يا رسول الله؟ قال: “إن كان محسناً ندم أن لا يكون ازداد، وإن كان مسيئاً ندم أن لا يكون نزع”.
الخطبة الثانية :
* مع كل ما سبق من أمنيات الأموات، فإن لأهل الإيمان في الدنيا أمنياتٍ مشروعة من الزوج الصالح والذرية الطيبة والستر والعافية والرزق الحلال
﴿وَالَّذينَ يَقولونَ رَبَّنا هَب لَنا مِن أَزواجِنا وَذُرِّيّاتِنا قُرَّةَ أَعيُنٍ وَاجعَلنا لِلمُتَّقينَ إِمامًا﴾ [الفرقان: ٧٤]
﴿..رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ﴾ [البقرة: ٢٠١]
* وفي الحديث “لا حسدَ إلا على اثنتينِ رجلٌ آتاه اللهُ مالًا فهو ينفقُ منه آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ ورجلٌ آتاه اللهُ القرآنَ فهو يقومُ به آناءَ الليلِ وآناءَ النهارِ”