قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | عشر ذو الحجة موسم عظيم

المحتويات:

خطبة الحرم | عشر ذو الحجة موسم عظيم

مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي 2 ذو الحجة 1443 للشيخ: د. فيصل بن جميل غزاوي

عن عظمة موسم العشر من ذي الحجة

الخطبة الأولى:

  • ها هي ذي عشر ذي الحجة أفضل أيام الدنيا وقد قال عنها صلى الله عليه وسلم: ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيها أحبُّ إلى اللَّهِ من هذِهِ الأيَّام يعني أيَّامَ العشرِ ، قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ؟ قالَ : ولا الجِهادُ في سبيلِ اللَّهِ ، إلَّا رَجلٌ خرجَ بنفسِهِ ومالِهِ ، فلم يرجِعْ من ذلِكَ بشيءٍ .رواه البخاري .
  • هذه العشر موسم مشترك بين الحاج وغيره، قال ابن رجب رحمه الله: “فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج!”
  • فهلموا أرشدني الله وإياكم لنكثر فيها من ذكره ودعائه. ولنلهج بتمجيده والثناء عليه وذكره نعمائه .
  • سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن إثم المعصية في الأيام المباركة فقال رحمهُ الله المعاصي في هذه الأيام المفضلة والأزمنة المفضلة تُغلّظ.
  • لهذا البيت محبةٌ وشوق وليس أحدٌ من أهل الإسلام إلا وهو يحن إلى رؤية الكعبة والطواف والناس يقصدونها من سائر الجهات والأقطار وبرحمة المسجد الحرام وعظمته جعل الله مجرد إرادة الظلم والإلحاد فيه موجب للعذاب قال تعالى : ﴿… وَمَن يُرِد فيهِ بِإِلحادٍ بِظُلمٍ نُذِقهُ مِن عَذابٍ أَليمٍ﴾ [الحج: ٢٥]
  • قال ابن مسعود رضي الله عنه في هذه الآية : ” لو أن رجلاً أراد بإلحاد فيه بظلم وهو بِعَدَنٍ أَبْيَن لأذاقه الله من العذاب الأليم ” فعلينا أن نخشى غضب الله وعقوبته ونستشعر مكانةَ البيت وحرمته ونحذر اقتراف الإثم وعاقبته؛ فالمعصية في البلد الحرام أعظمُ إثماً وعقوبة.
  • ومما يراعى في تعظيم البلد الحرام امتثال ماجاء في قوله عليه الصلاة والسلام “إنَّ هذا البَلَدَ حَرَّمَهُ اللَّهُ، لا يُعْضَدُ شَوْكُهُ، وَلَا يُنَفَّرُ صَيْدُهُ، وَلَا يَلْتَقِطُ إلَّا مَن عَرَّفَهَا”

الخطبة الثانية

  • هذه الأيام العظام قد أقسم الملك العلام ﴿وَالفَجرِ * وَلَيالٍ عَشرٍ﴾ [الفجر: ١-٢]
    قال ابن القيم رحمه الله إن الفجر والليالي العشر زمن يتضمن أفعالاً معظمة من المناسك وأمكنةً معظمةً وهي محلها وذلك من شعائر الله المتضمنة خضوع العبد لربه فإن الحج والنسك عبودية محضة لله، وذكر وخضوع لعظمته، وذلك ضد ما وصف به عاد وثمود وفرعون من العتو والتكبر والتجبر فإن النُسك يتضمن غاية الخضوع لله وهؤلاء أمم عتوا وتكبروا عن امر الله .
  • وما يحسن ذكره أن الأعمال الظاهرة يعظم قدرها أو يصغر بحسب ما في القلوب يتفاضل ولا يعرف ما في مقادير القلوب من الإيمان إلا الله وتعظيم شعائر الله صادر من تقوى القلوب قال تعالى :﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ [الحج: ٣٢]
  • فالمعظم لها يبرهن على تقواه وصحة إيمانه لأن تعظيمها تابع لتعظيم الله وإجلاله والحاج يمر بالمشاعر والمواقيف بقلبه شوقاً ومحبةً وتعظيماً ورغبة قبل أن يمر بها بدنه؛ لأنه يعلم أن القلب هو محط نظر الرب ومناط التكليف ومنبع العمل ومحركه وأساسه
  • كيف تكون تقوى القلوب بتعظيم الله في مناسك الحج؟ فالجواب تكون بسعي الحاج في أن يكون حجه مبرورا فيقبل على الله ويكثر من ذكره باستكانة وخضوع ويلتزم هدي النبي في الحج ويؤدي المناسك على الوجه المطلوب ويتحرى النفقه الطيبة والمال الحلال ويتحلى بحسن الخلق ويجتنب أفعال الإثم فيترك الجدال والخلاف والخصومة والشتم والأذى والتدافع والتزاحم في المشاعر وعند الطواف ويحرص على محبة الخير لإخوانه ونفعهم وخدمتهم.

من منتجاتنا

No data was found