قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | حقيقة الدنيا والآخرة

المحتويات:

خطبة الحرم | حقيقة الدنيا والآخرة

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي ٢٣-١٢-١٤٤٣ للشيخ: د.أسامة بن عبد الله الخياط عن: حقيقة الدنيا والآخرة

الخطبة الأولى:

  • حين أراد عليه الصلاة والسلام أن يوجه الأنظار إلى حقيقة الدنيا وانشغال النفوس بها وافتتان الناس بزهرتها وزينتها وزخرفها قال صلى الله عليه وسلم : “إن الدنيا حلوةٌ خضِرة، وإن الله مُستخلِفكم فيها فينظر كيف تعملون…”. الحديث. أخرجه مسلم في صحيحه، والنسائي في سننه.
  • ولا ريب أن للحلاوة والخضرة مقامها في النفوس إذ هما موضع أُنسٍ لها وسبب إمتاع تبلغ به من السرور ما يحملها على دوام الإقبال عليه والانصراف إليه.
  • للناس في هذا الإقبال والانصراف موقفان:

  1. موقف أولي الألباب الذين هداهم الله فسلكوا أصوب المسالك واهتدوا إلى أشرف غاية فعلموا أنهم وإن كان لهم أن يأخذوا بحظهم ويصيبُ ما قُدر لهم من نعيم العاجلة فإن عليهم الحذر من أن يشغلهم هذا النعيم ببهجته وونضرته وبريق سحره عن ذلك النعيم المقيم والبهجة الباقية والمتاع الذي لا يفنى، ذلك المتاع الذي أعده الله للصالحين من عباده وأخبر عنه بقوله عز اسمه:

    ﴿إِنَّ الَّذينَ آمَنوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ إِنّا لا نُضيعُ أَجرَ مَن أَحسَنَ عَمَلًا * أُولئِكَ لَهُم جَنّاتُ عَدنٍ تَجري مِن تَحتِهِمُ الأَنهارُ يُحَلَّونَ فيها مِن أَساوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلبَسونَ ثِيابًا خُضرًا مِن سُندُسٍ وَإِستَبرَقٍ مُتَّكِئينَ فيها عَلَى الأَرائِكِ نِعمَ الثَّوابُ وَحَسُنَت مُرتَفَقًا﴾ [الكهف:٣٠- ٣١]

    وأخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :قال “قال الله -عزَّ وجل-: أعددتُ لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأَت، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خَطَر على قلب بشر، واقرأوا إن شئتم: (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
  2. وعلى العكس منهم موقف الذين أغفل الله قلوبهم واتبعوا أهواءهم وكان أمرهم فُرطا فإنهم جنحوا إلى سُبل الظلال فقعدوا عن أداء الفرائض ووقعوا في محارم الله واستكثروا من أكل الحرام وقام الشُح عندهم مقام البذل فتقطعت بينهم الأسباب ..وأضحى التمتعُ بالنعيم الفاني منتهى قصدهم وغاية سعيهم وأكبر همهم ومبلغ علمهم جمعوا لدنياهم ونسوا أُخراهم. فكان جزاؤهم كما قال سُبحانه: ﴿مَن كانَ يُريدُ العاجِلَةَ عَجَّلنا لَهُ فيها ما نَشاءُ لِمَن نُريدُ ثُمَّ جَعَلنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصلاها مَذمومًا مَدحورًا﴾ [الإسراء: ١٨]

الخطبة الثانية:

  • عن عبدالله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “قد أفلَحَ من أسلم ورُزِق كفافًا وقنَّعه الله بما آتاه”، وفي الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “اللهم اجعل رزق آل محمدٍ قوتًا”.
    وفي رواية: “كفافًا”، وهو توجيهٌ نبويٌ ما أحكمه وما أعظمه وما أجمل العُقبى في الأخذ به، بانتهاج نهج القناعة التي تسكن بها النفس ويطمئن القلب، وتطيب الحياة، فإنما هي دار انتقال وممر، لا يصحب المرء منها إلا ما قدم لنفسه من الصالحات.
https://www.tumblr.com/blog/view/araseel/690508143585787904?source=share

من منتجاتنا

No data was found