قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم: حفظ اللسان

المحتويات:

خطبة الحرم: حفظ اللسان

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي

خطب بها فضلية الشيخ د. بندر بن عبدالعزيز بليلة

١٧ رجب ١٤٤٣

موضوع الخطبة: حفظ اللسان

الخطبة الأولى:

  • لله في مخلوقاته أسرار وحكم وفي مصنوعاته عظات وعبر ناطقات بعظمة الخلق وشاهدات على حكمة التقدير، التدبر فيها يثمر اليقين ويزيد العلم ويقوي الإيمان، إن من تلكم المخلوقات الباهرات والآيات النيرات اللسان.
    آلة النطق والبيان والشاهد عن الضمير والترجمان للفؤاد.
    فما أعظمة من نعمة وما أكرمه من قسمة.
    بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ الرَّحْمَنُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾
    وقال تعالى مُبيناً المنة به: ﴿ أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ ﴾.
  • يرقى به المرء درجات العز والفخار أو يهوي به إلى دركات العطب والبوار .
  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يزل بها إلى النار أبعد مما بين المشرق والمغرب)أخرجه البخاري ومسلم.
    وقال عليه الصلاة والسلام: وَهل يَكبُّ النَّاسَ في النَّارِ علَى وجوهِهِم، أو قال علَى مناخرِهم، إلَّا حصائدُ ألسنتِهم
  • سئل عليه الصلاة والسلام عن أكثر ما يدخل الناس النار: فقال الفم والفرج !
  • ﻗﺎﻝ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻛﺜﻴﺮ:
    ﻣﺎ ﺻﻠﺢ ﻣﻨﻄﻖ ﺭﺟﻞ ﺇﻻ ﻋﺮف ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﻋﻤﻠﻪ، ﻭﻻ ﻓﺴﺪ ﻣﻨﻄﻖ ﺭﺟﻞ ﻗﻂ ﺇﻻ ﻋﺮف ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﻋﻤﻠﻪ.
    عود لسانك قول الخير تحظى به
    إن اللسان لما عودت معتادُ.
  • إن كل كلمة يلفظها الإنسان مثبتته عليه في كتاب لا يظل ربي ولا ينسى.
    ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد ﴾
    ﴿ كَلَّا سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ مَدًّا ﴾
  • أخطرها وأشنعها القول على الله بغير علم في أسمائه وصفاته وأفعاله. ووصفه بضد ما وصف به نفسه أو وصفه رسوله صلى الله عليه وسلم أو تحليل ما حرم أو تحريم ما أحل، أو الخوض في شرعه بغير علم ولا هدى.

الخطبة الثانية:

  • اتقوا الله عباد الله واعلموا أن من حفظ لسانه أراح نفسه، وأن من صمت نجا، كما أنه يكسب المحبة ويورث الوقار، ويصبغ على صاحبه الهيبة، وهو أمان من تحريف اللفظ، وعصمة من زيغ المنطق، وسلامة من فضول القول، وعبادة من غير عناء.

    وفي الصمت سر للعيي وإنما
    صحيفة لب المرء ان يتكلما
  • قال النووي رحمه الله: اعلم أنه ينبغي لكل مكلف أن يحفظ لسانه عن جميع الكلام إلا كلاماً ظهرت فيه المصلحة، ومتى ما استوى الكلام وتركه في المصلحة فالسنة الإمساك عنه، لأنه قد ينجر الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، وذلك كثير في العادة والسلامة لا يعدلها شيء.

من منتجاتنا

No data was found