قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | الصبر

المحتويات:

خطبة الحرم | الصبر

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة ١١ ربيع الأول ١٤٤٤

الشيخ: د. ماهر بن حمد المعيقلي

الخطبة الأولى:



* ابتلى الله نبيه أيوب عليه السلام في نفسه وماله وأبنائه ولم يبقى له من عافية بدنه إلا قلبه ولسانه وهو صابر محتسب.

مكث في مرضه ثمانية عشر سنة …

بلاء أيوب عليه السلام سلوى كل صابر مدكر وعابد معتبر.

* الله قد يبتلي عبده الصالح من غير هوانٍ به عليه ولكن ليبلغ بصبره واحتسابه منزلةً في الجنة أعدها الله له!

* في مسند الإمام أحمد عن مصعب ابن سعد عن أبيه قال: قلتُ : يا رسولَ اللَّهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً؟ قالَ : الأنبياءُ ثمَّ الصَّالحونَ ثمَّ الأمثَلُ فالأمثَلُ منَ النَّاسِ”

* يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابه زيد في بلائه وإن كان في دينه رقه خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة.


* إن الصبر من فضائل الأعمال وأجل أخلاق الكرام وهو نصف الإيمان، فالإيمان نصفان صبر وشكر.

* لأهمية الصبر وعلو منزلته جاء بيان فضله في القرآن في أكثر من ٩٠ موضعًا يقرنه سبحانه تارة بالصلاة ﴿وَاستَعينوا بِالصَّبرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّها لَكَبيرَةٌ إِلّا عَلَى الخاشِعينَ﴾ [البقرة: ٤٥]
وبحبه تارة ﴿.. وَاللَّهُ يُحِبُّ الصّابِرينَ﴾ [آل عمران: ١٤٦]

والفوز بمعيته الخاصة تارة ﴿..إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصّابِرينَ﴾ [البقرة: ١٥٣]

* ويوجب سبحانه للصابرين أجرهم بغير حساب ﴿… إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرونَ أَجرَهُم بِغَيرِ حِسابٍ﴾ [الزمر: ١٠]

* لقد خص الله الصابرين بأمور ثلاثة لم يخص بها غيرهم !
الصلاة منه عليهم ورحمته لهم وهدايته إياهم وحسبك قوله جل جلاله ﴿الَّذينَ إِذا أَصابَتهُم مُصيبَةٌ قالوا إِنّا لِلَّهِ وَإِنّا إِلَيهِ راجِعونَ﴾ [البقرة: ١٥٦]
﴿أُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَأُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ﴾ [البقرة: ١٥٧]

* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَوَدُّ أَهلُ العَافِيَةِ يَومَ القِيَامَةِ حِينَ يُعطَى أَهلُ البَلَاءِ الثَّوَابَ لَو أَنَّ جُلُودَهُم كَانَت قُرِّضَت فِي الدُّنْيَا بِالمَقَارِيضِ” ﴿فَلا تَعلَمُ نَفسٌ ما أُخفِيَ لَهُم مِن قُرَّةِ أَعيُنٍ جَزاءً بِما كانوا يَعمَلونَ﴾ [السجدة: ١٧]

* مفهوم الصبر عند بعض الناس مرتبطٌ غالبًا بالأحداث التي لا يمكن ردها والنوازل التي لا يستطيع دفعها بينما الصبر زينة يتحلى به المرء في غدوه ورواحه مع أهل بيته وأُجرائه وجيرانه واصحابه.


* إن النبي صلى الله عليه وسلم قال  “المؤمِنُ الذي يُخالِطُ الناسِ و يَصبِرُ على أذاهُمْ، أفضلُ من المؤمِنِ الَّذي لا يُخالِطُ النَّاسَ و لا يَصبرُ على أذاهُمْ”

* الصبر على الطاعة ﴿…فَاعبُدهُ وَاصطَبِر لِعِبادَتِهِ هَل تَعلَمُ لَهُ سَمِيًّا﴾ [مريم: ٦٥]
والصبر عن المحرمات من شهوات النفس ونزواتها ورغباتها ومطامعها ﴿…قالَ أَنا يوسُفُ وَهذا أَخي قَد مَنَّ اللَّهُ عَلَينا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصبِر فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضيعُ أَجرَ المُحسِنينَ﴾ [يوسف: ٩٠]
أعظم الصبر هنا ما كان دافعه في المرء قويًا ومناله سهلاً.

* في الصحيحين وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر.

* الصبار هو الذي يعود نفسه على المكاره فيجتهد نفسه على الصبر لبلوغ هدفه ويقدم ماله و وقته وجهده ليبلغ غايته.

الخطبة الثانية :



* الصبر من أركان الإيمان وطريق إلى رضا الرحمن والصبر من الدين بمنزله الرأس من الجسد ولا إيمان لمن لا صبر له فلذا أكد الرب في طلبه وجعله من عزم الأمور.

﴿يا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأمُر بِالمَعروفِ وَانهَ عَنِ المُنكَرِ وَاصبِر عَلى ما أَصابَكَ إِنَّ ذلِكَ مِن عَزمِ الأُمورِ﴾ [لقمان: ١٧]

* الإمامة في الدين لا تُنال إلا بالصبر واليقين ﴿وَجَعَلنا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَروا وَكانوا بِآياتِنا يوقِنونَ﴾ [السجدة: ٢٤]

بل سعادة الدنيا والآخرة لا تكون إلا بالصبر واليقين.

من منتجاتنا

No data was found