قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | الدعاء

المحتويات:

خطبة الحرم | الدعاء

مقتطفات من خطبة الحرم المكي

١٤ رمضان ١٤٤٣

الخطيب: فضيلة الشيخ د.سعود الشريم

الخطبة الأولى:

  • شهر رمضان نعمة كبرى من الله بها على عبادة، ليجعلوا منه شهر إقبال وإخبات وشهر تخلية فتجلية فتحلية، وشهر ذكر وبر وشهر صيام وقيام وصدقة وتقوى.
  • إنه شهر الطاعات برمتها وإن من جملة تلكم الطاعات الدعاء، فهو العبادة المشروعة كل حين، غير أن شرف الزمان وما يحمله من سكينة وروحانية وطمأنينة وانشراح إبان تفيد الشياطين فيه يجعله في الشهر آكد ولمنظمة القبول أرجى، فإن الله جل شأنه قد ذكره مقرونا بآيات الصيام فقال:  ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾
  • هذه الآية قد تضمنت دعاء  العبادة ودعاء المسألة، أما دعاء العبادة فهو كل عبادة أمر الله بها بصيغة الوجوب أو الاستحباب، فإذا أدخل المسلم  فكأنما أرسل بها إلى الله أن يأجره عليها، ويكرمه بنعيمه، ويزحزحه عن عذابه، وأن يصلح بها شأن دينه وأمر دنياه وأنا دعاء المسألة فهو الطلب الصريح من الله لقضاء الحاجات الدنيوية والأخروية وكلا الدعائين دعاء العبادة والمسألة حق خالص له دون سواه وإنه متى صرف لغيره صار شركا بالله تعالى: ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ مَن لَّا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَن دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾
  • الدعاء الوسيلة التي يفضي فيها العبد إلى مولاه لجلب المنافع ودفع المضار.

قال النبي صلى الله عليه وسلم :(ليس شيءٌ اكرم على الله من الدعاء) رواه الترمذي وابن ماجه.

  • إن الله جل شأنه إذا أراد بعبداً خيراً  ألهمه دعاءه والاستعانة به وجعل استعانته ودعاءه سببا للخير الذي قضاه له، وعلى المرء ألا يستكثر شيئاً في الدعاء  فإن كل ما يظنه كثير فهو في ملك الله قليل، وكل ما يراه عسيراً فهو في جنب الله يسيراً.

الخطبة الثانية:

  • للدعاء مفاتيح لا يحسنها كل أحد وهي كثيرة جدًا منها  الإخلاص ومتابعة هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
  • وذلك بإلتزام آداب الدعاء وترك الاعتداء فيه بالصراخ أو رفع الصوت فوق المعتاد عملا بقول الله: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ ﴾
  • وعملاً بالحديث إن النبي صلى الله عليه وسلم قال للصحابة لما رفعوا أصواتهم بالذكر: فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: أَيُّهَا النَّاسُ ارْبَعُوا علَى أَنْفُسِكُمْ، إنَّكُمْ ليسَ تَدْعُونَ أَصَمَّ وَلَا غَائِبًا، إنَّكُمْ تَدْعُونَ سَمِيعًا قَرِيبًا.
  • إن من آداب الدعاء عدم الانقياد للعاطفة التي تجر إلى تتبع غرائب الأدعية ووحشي الألفاظ.
  • ومن آدابه لاسيما في عموم المساجد التي يؤمها المصلون أن يتخير الائمة من الادعية جوامعها وانفعها، ومافيه مصلحه عامة للمسلمين في دنياهم واخراهم  والدعاء لولاة امور المسلمين بالتوفيق  لما فيه صلاح الاسلام والمسلمين مع تجنب السجع المتكلف والتفصيل المكروه في الدعاء.

من منتجاتنا

No data was found