قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | الحج وموسم عشر ذي الحجة

المحتويات:

خطبة الحرم | الحج وموسم عشر ذي الحجة

مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي ليوم ٢٤ ذي القعدة ١٤٤٣ للشيخ: د. بندر بن عبدالعزيز بليلة

عن: الحج وموسم عشر ذي الحجة

الخطبة الأولى :

  • ها هو ذا موسم الحج قد فتحت أنسامه، ..وهؤلاء ضيوف الرحمن قد وفقوا لامتثال الأوامر فخرجوا رجالاً وعلى كل ضامر قد سلكوا طريق الهدى والرشاد ونالوا الهنا والمراد، وعون الله لهم مؤازر ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكًا وَهُدًى لِلعالَمينَ﴾ [آل عمران: ٩٦] ﴿فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبراهيمَ وَمَن دَخَلَهُ كانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطاعَ إِلَيهِ سَبيلًا وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ﴾ [آل عمران: ٩٧]
  • الحج ركن الإسلام العظيم وجمعه الفخيم، الحج رحلة قدسية ونفحة أنسية عبادةً وتقوىً وهِجراً وصفاءً وبراً وطُهرًا.
  • فيه تشديد الصلة بالخلّاق وتأكيد العهد والميثاق وهو من أجل العبادات وأفضلها وأرفع الطاعات وأحفلها وكفاهُ أنه مكفرٌ للذنوب وجزائهُ الجنة.
  • قال النبي ﷺ: “منْ حجَّ فَلَم يرْفُثْ، وَلَم يفْسُقْ، رجَع كَيَومِ ولَدتْهُ أُمُّهُ.”

وقال عليه الصلاة والسلام : “الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
أخرجهما البخاري ومسلم.

  • سُئل عليه الصلاة والسلام : “أيُّ العَمَلِ أفْضَلُ؟ فَقالَ: إيمَانٌ باللَّهِ ورَسولِهِ. قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قالَ: حَجٌّ مَبْرُورٌ”. أخرجه مسلم .

والحج المبرور: هو الذي وفيت أحكامه ولا معصية فيه.

  • عباد الله إن من تلمح العبادات بعين التفهم علم أنها ملازمة رسمٍ يدل على باطنٍ مقصوده تزكية النفس وإصلاح القلب وتعليقه بالرب جل وعلا والحج واحدٌ منها.
    فإنه مملوء بالدروس والحكم النافعة، إلا أن فئات من الناس قد غاب عنها نهم ذلك فأمسكوا الظواهر وضيعوا الجواهر !
  • إن أهم دروس الحج وحكمه تحقيق التوحيد وتجريده لله تعالى، فالبيت الحرام قد أقيم على التوحيد وأُسسَ على الهدى بناه أبو الأنبياء و إمام الحنفاء إبراهيم عليه السلام وأُمر في ذلك ألا يشرك بالله بأن يخلص لله عمله ويقيم البيت على اسم الله: ﴿وَإِذ بَوَّأنا لِإِبراهيمَ مَكانَ البَيتِ أَن لا تُشرِك بي شَيئًا وَطَهِّر بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالقائِمينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾ [الحج: ٢٦]
    وكان يدعوا حين بناه قائلاً : ﴿رَبَّنا وَاجعَلنا مُسلِمَينِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسلِمَةً لَكَ وَأَرِنا مَناسِكَنا وَتُب عَلَينا إِنَّكَ أَنتَ التَّوّابُ الرَّحيمُ﴾ [البقرة: ١٢٨].
  • أعمال الحج و وظائفه مبنيةٌ على التوحيد، مُرسخةٌ له ذُلاً لله وخضوعاً وتوكلاً عليه وخشوعا، وإفرادٌ لله للعبادة دون من سواه.

الخطبة الثانية :

  • يا أيها المؤمنون قد فضل الله تعالى بعض الأزمنة على بعض، وجعلها محلاً للطاعات، وميداناً للعبادات، رحمةً منه وفضلاً، وحكمةً وعدلاً، وعما قريب تنزل بساحنا أيام عشر ذي الحجة، أيام عظّم الله أمرها، ورفع على الأيام قدرها، وأقسم بها في كتابه الكريم فقال: ﴿ وَٱلۡفَجۡرِ (١) وَلَیَالٍ عَشۡرࣲ (٢)﴾ [سُورَةُ الفَجۡرِ: ١-٢] ، والعمل الصالح فيها أفضل منه في سائر العام، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى اللهِ من هذه الأيَّامِ العشرِ . قالوا : يا رسولَ اللهِ ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ولا الجهادُ في سبيلِ اللهِ إلَّا رجلًا خرج بنفسِه ومالِه فلم يرجِعْ من ذلك بشيءٍ) أخرجه البخاري، وفي رواية للأمام أحمد فاكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد.
  • ألا فخذوا بحظكم من الخير الوافر والفيض الغامر، واعمروا هذه الأيام المباركات بالطاعات والعمل الرشيد، وأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد، ﴿وَمَا تَفۡعَلُوا۟ مِنۡ خَیۡرࣲ یَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ وَتَزَوَّدُوا۟ فَإِنَّ خَیۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ یَـٰۤأُو۟لِی ٱلۡأَلۡبَـٰبِ﴾ [البقرة ١٩٧].

من منتجاتنا

No data was found