قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | الأخوة

المحتويات:

خطبة الحرم | الأخوة

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي ١٠ ذو القعدة ١٤٤٣ للشيخ د.صالح بن عبدالله الحميد

خطبة الأولى:

  • الأخوة رابطة نسبية كريمة ومحبة فطرية حميمة وقربة شرعية عظيمة.
  • الأخوة والأخوات هم جمال الدنيا وأُنسٌ للعين بوصلهم تتوثق الحياة وبحبهم تحل السعادة وبصلتهم تكون طاعة الله وابتغاء مرضاته.
  • معاشر الإخوة وتبدأ هذه العلاقة الكريمة بالتوثق والتمكن من الوالدين فالوالدان هما اللذان يربيان أبناءهما تربيةً تزرع فيهم حقوق الأخوة، إن تعاملهما مع أبنائهما هو سر العلاقة التي تنشأ بين الإخوة وأعظم ذلك وأكبره تحقيق العدل في كل أنواع التعامل معهم من النظرات والقبلات والهدايا والأُعطيات وتجنب المقارنات الخاطئة والبعد عن الغلظة في المعاملة لبعضهم البعض والحذر من تشجيع تحقير الآخرين أو الحط من قدرهم.
  • عباد الله الحياة مع الإخوة في بيت الوالدين نعمة عظيمة وصلةٌ حميمة يتبين جمالها ويظهر الحنين إليها حينما ينتقل الأخ من بيت أبيه إلى بيت الزوجية فتنبعث الأشواق إلى أخوته وأخواته وإلى منزل والديه مأدبة الطعام المشترك ومشاركة الحياة بالعواطف وأحاديث المودة وارتفاع الأصوات وانخفاضها .
  • أخوك تعطيه ويعطيك وتأخذ منه ويأخذ منك تتفق معه وتختلف تعاتبه ويعاتبك ثم تصطلحون.
  • أخوك إذا وقع فأرفعه وإذا احتاج فساعده وإذا ضعف فأسنده.
  • للنبيين الكريمين يوسف وموسى عليهما السلام مع الإخوة شأن عجيب .
    أما يوسف عليه السلام فقد قال عز شأنه ﴿ لَقَدْ كانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آياتٌ لِلسَّائِلِينَ ﴾
    ومن أعظم الآيات في هذه القصة العظيمة عباد الله تعامل يوسف مع إخوته في جميع مراحل حياته وابتلاءاتها في بأسائها ونعمائها وسرائها وضرائها يجمعها قوله سبحانه ﴿ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾
    وقوله سبحانه ﴿ قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾
    فاصبروا رحمكم الله كما صبر واعفوا كما عفا وأحسنوا كما أحسن. ومن أدبه عليه السلام وحسن تعامله أنه لم يعاتبهم ولم ينسب الخطأ إليهم بل قال : ﴿مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي﴾
  • من الخسارة والغبن ألا تعرف مكانة أخيك إلا بعد أن تفقده نعم تفقده إما بموت أو بسبب مطامع الدنيا فتبقى وحيدًا لا تقدر على شيء.

الخطبة الثانية:

  • معاشر المسلمين الأخوة نعمة تصان بالرعاية، وتحاط بالعناية، وتحفظ عن المكدرات، وتحرس عن المنغصات، الأخوة أنس في الوحشة ونور في الظلمة وفرح في الحزن.
  • عباد الله استعيذوا بالله من إخوة بينهم شحناء وعداوة وبغضاء وغلظة وجفاء، قطيعة شنيعة وفرقة فظيعة، خيرهم مصروف للناس وشرهم مجموع للإخوان، البعيد أنيسهم والقريب موحشهم، الوجوه بينهم عابسة وقلوبهم فيما بينهم قاسية، صدورهم ضيقة، لعبت بهم الأهواء وفرقهم وسخ الدنيا وعبث بهم الطمع، عميت أبصارهم وصمت آذانهم فقطعوا أرحامهم.
  • يكدر صفو الأخوة – عافانا الله وإياكم – ضعف الإيمان ونسيان الديوان واستدراك الشيطان، مطامع الدنيا مال وميراث وعقار وإيجار.
  • أيها الأخوة لعلكم تستذكرون إخوة تقاطعوا أعواماً، أو ترافعوا أمام المحاكم تداعياً وخصاماً، أو إخوة نهبوا حقوق إخوانهم وأخواتهم ظلماً وعدواناً، كما تذكرون إخوة بكوا دماً قبل أن يبكوا دموعاً متمنين أن لو اصطلحوا قبل الفراق، وتراضوا قبل يوم الحساب.
  • أما الأسر الكريمة فهي التي تغلب جانب الدين والعقل وحق الرحم، فخفضوا الجناح فيما بينهم، وبسطوا في دورهم التودد، وتنازلوا عن كثير من الحقوق، لأنهم أدركوا أن خفض الجناح ليس ضعفاً، والتودد ليس نفاقاً، والتنازل ليس انكساراً.
  • واعلموا أن الصلة بين الإخوان من أعظم مراتب بر الوالدين، وقطيعتهم من أشد أنواع العقوق، لا تدعوا للشيطان مدخلاً للفرقة والفتنة، ولا تسمعوا للوشاة والنمامين، فمن وصل رحمه وأكرم إخوانه سَعِدَ في دنياه، وبورك له في رزقه، وعَظُمَ في الآخرة أجره.

من منتجاتنا

No data was found