قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | الأخلاق

المحتويات:

خطبة الحرم | الأخلاق

مقتطفات من خطبة الحرم المكي ١٩-١٠-١٤٤٣ عن الأخلاق للشيخ: أ.د.سعود الشريم

الخطبة الأولى:

  • أيها المسلمون اعلموا رحمني الله وإياكم أن الدنيا دار ممر والاخرة دار مقر ، فخذوا من ممركم إلى مقركم ولا تهتكوا أستاركم عند من لا تخفى عليه أسراركم وأقبلوا إلى ربكم في دنياكم قبل أن يخرج منها أرواحكم وأبدانكم فإليها جئتم ولغيرها خلقتم.
  • إن النفس إذا انهمكت في دنياها صار لانهماكها رجع صدىً في خلقها وتخلقها وإن النفس إذا لم يتعاهدها صاحبها في غمار الدنيا ومهام زخرفها ساء طبعها فأعوج خلقها وخرج من مسار الحسن إلى مسار القبح والنفس بلا خلق حسن هباءٌ منثور وسوء عاقبة وثبور. إذاً ما قيمة النفس بلا أخلاق؟ وما معنى الحياة إذا لم تكن في دائرة الخلق الحسن الذي هو للإنسان كالماء للسمك فما الظن بالسمك إذا فارق الماء؟
  • الأخلاق الحسنة عباد الله هي عماد الأمم وركن حياتها الهانئة.
    إن سادت أخلاقهم سادوا وإن بادت أخلاقهم بادوا ولو كانوا أحياءً يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق، لأن الأكل والمشي ليس من اختصاص بني آدم فحسب بل يشركهم فيها البهائم والأنعام وإنما أكرمهم الله بعقول يستزرعون منها حسن الخلق والسجايا الصالحة لينشروا بها الرحمة والألفة.
  • ولا يلقى الخلق الحسن إلا مصابر وما يُلقاهُ إلا ذو حظٍ عظيم.
  • (إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ) فلله ما أزكى هذا القائل وما أزكى قوله كيف لا والذي بعثه بالحق هو من قال عنه ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].
  • وصف خلقه بأنه عظيم فيه إشارةٌ إلى أن الأخلاق بالنسبة للناس كالأرزاق فمنهم الغني ومنهم المتوسط ومنهم الفقير ومنهم المفلس بلا اخلاق وأمثال هذا هم شرار الناس .
  • ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال لأم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها (أي عائشة إن شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه) رواه البخاري ومسلم.

الخطبة الثانية:

  • اتقوا الله عباد الله واعلموا أن القلوب مخازن الأخلاق، وأن الشفاه أبوابها، والألسن أقفالها، والجوارح مفاتيحها، فلينظر المرء ما يفتح وما يقفل، وليحذر الشدائد فإنها تكشف مخازن الأخلاق.
  • ولنستحضر جميعاً أن الكمال لله وحده، والعصمة لنبيه صلى الله عليه وسلم، فمن ذا الذي ما شاء فقط، ومن له الحسنى فقط، إذ كلنا بشر نخطئ ونصيب، نغضب ونحلم، وتعلو أصواتنا على أصوات بعض، ونحسن الظن تارات وربما أسأناه تارات أخرى، لذا كان حرياً بنا أن نروض أنفسنا على كتم الغضب أو التراجع عنه، وعلى أن نذكي الحلم في أنفسنا ونحسن الظن بالآخرين ونعود سريعاً إلى الصواب دون توانٍ.
  • إن الناس ليسوا سواء في الأخلاق، فمنهم مقل ومنهم مكثر، غير أن على المرء زم نفسه من الوقوع في شرك سوء الأخلاق، وعلى المجتمع أن يشد بعضه أزر بعض في ذلكم، فالمتعلم يرشد الجاهل، والذاكر يحض الغافل، واليقظان يوقظ الوسنان، فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، إطلاقاً من رائدي الأسرة الأب والأم مروراً بالمدرسة والسوق والعمل والجلساء، ليقطف المجتمع المسلم أنموذجاً بارزاً في المثل العليا والأخلاق الحسنة، والحفاظ على سقف ملائم له من حسن الخلق المثمر للتواد والتراحم والتعاطف.
  • من أولى الآفات الكذب فإنه يورث الفجور، وثانيها الحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، وثالثه التكبر فإنه يورث قساوة القلب، ورابعها الجحود فإنه لا يجحد النعمة والمعروف إلا من خليَ قلبه من جميع موارد الخلق الحسن، وخامسها الغرور فإنه يطمس على قلب المرء حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن.

من منتجاتنا

No data was found