خطبة الحرم | إن الشيطان لكم عدو

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي ١٨ ربيع الأول ١٤٤٤

للشيخ: د.فيصل بن جميل غزاوي

عن: إن الشيطان لكم عدو

الخطبة الأولى:


* يجب ألا يغيب عن كل مسلم أن الشيطان عدو لا يفتر ولا يقصر عن محاربة العباد قال سبحانه: ﴿إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا﴾ فهُوَ لا يزال يعادينا بكل ما يستطيع.


* علينا أن نستفرغ الوسع في محاربته ونُحرِز أنفسنا من كيده بملازمة ذكر الله ولا نكون ممن قال الله فيهم ﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾.


*من مكايد الشيطان الخبيثة ومكره الكبار ألا يكتفي بإيقاع العبد في المحرمات، بل يوقعه أيضاً في ترك الواجبات؛ إذ قد يصاحب وقوعَ العبد في المعصية قنوط من التوبة وشعور بالعجز أن ينفك عن حاله.



*قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ وقال صلى الله عليه وسلم: “وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِه، لوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللَّهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لهم”..

*يا عبد الله: متى ظفر الشيطان منك بخطيئة وأوقعك في زلة فاتَّبع ما أرشدك إليه نبيك صلى الله عليه وسلم بقوله: “وَأَتْبِعِ السَّيِئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا”.


* مهما غلبتك نفسك فيجب ألا تنقطع عن ثوابت العمل اليومية: القرآنِ والصلاة والذكر والدعاء التي هي زادك الإيماني، وحصنك الحصين.


* الإنسان مفطور على الفطرة السوية ومحبة الخير وقبوله وإيثاره، وكراهية الشر ودفعه ورفضه، فعلى كل عاصٍ لله أن يجاهد نفسه ويستدعيَ ما لديه من صفات الخير فيُقوِّيَها ويُنَمِّيَها


* أي ذنب مهما كان كبيراً لا يمنع المرء من محاولة العودة عنه ليكون من التائبين.

* بادر بالتوبة ولا تتردَّد ولا تسوف، ولا تَبْعُدْ عن ربك ولا تقطع صلتك بمولاك ولا تقل عن نفسك: ما فيَّ خير ولا أصلح للتوبة فهذا من مداخل الشيطان الخفية، وأحابيله الدنية.


الخطبة الثانية:

* في الحديث: “إن الشيطان قال وعزَّتِك يارب! لا أبرحُ أُغوي عبادَك ما دامت أرواحُهم في أجسادِهم. فقال الرب عز وجل: وعزَّتي وجلالي لا أزالُ أغفرُ لهم ما استغفَرُوني”

* تذكروا أن ربكم رحيم غفور، عفو شكور، متى أقبلتم عليه قبلكم مهما عظم ذنبكم ومهما كان من أمركم؛ ففي الحديث: “إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها”.


* إنه أرحمُ بعباده من الوالدة بولدها، وأفرحُ بتوبة التائب من الفاقد لراحلته التي عليها طعامه وشرابه في الأرض المهلكة… أفلا يجدر بنا وهذا شأن ربنا أن نقبل عليه ونؤوب إليه؟! ونحن أحوج ما نكون لمغفرته، ولا غنى لنا طرفة عين عن رحمته.