قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

ثمرات معرفة الأسماء

المحتويات:

ثمرات معرفة الأسماء

 

أتدري أيها الموفَّق: أن من عرف الله بأسمائه وصفاته لم يقدِّم محبة الله على محبة أي مخلوق؟

  • فأعظم ثمرات فهْمِ معاني أسماء الله عز وجل وصفاته: أنَّها أعظم طريقٍ إلى محبَّة الله، وتعظيمه ورجائه والخوف منه، وفي ذلك يقول العزُّ بن عبد السلام -رحمه الله تعالى-: «فهْمُ معاني أسماء الله تعالى وسيلةٌ إلى معاملته بثمراتها: من الخوف والرَّجاء، والمَهَابة، والمحبَّة، والتَّوكُّل، وغيرِ ذلك من ثمراتِ معرفةِ الصَّفَاتِ».
  • ومن ثمرات معرفة أسماء الله وصفاته: أنه «كلما ازداد العبد معرفةً بأسماء الله وصفاته، ازداد إيمانه وقوي يقينه»، ومتى قوي يقينه، رضيت نفسه واطمأنَّت في الرخاء والشدَّة، وفي السَّرَّاء والضَّرَّاء؛ فلم يجزع ولم يمنع،

فمتى نزلت به النعمة: شكر ربه، وأثنى عليه، وعلم أنه لا ينعم عليه أحد غير الله وحده، وإذا نزلت به النازلة، وحلَّت به المصيبة: صبر، ورضي بالله ربَّا في قضائه وتدبيره، وعلِم أن البلاء مقدَّر من ربه، وأن ربه رحيم رحمن، يحبِّ عباده ويبتليهم لحكمته البالغة التي لا يحاط بها.

 

  • ومن ثمراتها الجليلة: حياة القلبِ والرُّوح حياةً حقيقيَّةً، فـ«حياة الإنسان بحياةِ قلبه وروحه، ولا حياة لقلبٍ إِلَّا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته وحده، والإنابة إليه، والطمأنينة بذكره، والأنس بقربه، ومن فقد هذه الحياة فقد الخير كلَّهُ، ولو تعوَّض عنها بما تعوض في الدنيا».

 

  • ومن ثمراتها العظيمة: تحصيل السعادة في القلوب، والطمأنينة في الحياة، فـ«العلم بالله أصلُ كلِّ علمٍ، وهو أصل علم العبد بسعادته وكماله، ومصالح دنياه وآخرته، والجهل بالله مستلزم للجهل بنفسه، ومصالحها وكمالها، وما تزكو به وتفلح به، فالعلم بالله سعادة العبد، والجهل به أصل شقاوته»،

و«لا سعادة للعباد، ولا صلاح لهم، ولا نعيم إلا بأن يعرفوا ربَّهم، ويكون هو وحدَه غاية مطلوبهم، والتعرف إليه قرة عيونهم»، «والفرح والسرور، وطيب العيش والنعيم إِنَّما هو في معرفة الله وتوحيده، والأُنس به، والشوق إلى لقائه، واجتماع القلب والهمَّة عليه، فإنَّ أنكد العيش: عيشُ من قلبُه مُشتَّتٌ، وهمُّه مُفرَّقٌ…، ولو تنقَّل القلب في المحبوبات كلِّها لم يسكن، ولم يطمئن، ولم تقرَّ عينه حتى يطمئنَّ إلى إلهه وربِّه ووليِّه؛(الذي ليس له من دونه وليٌ ولا شفيعٌ، ولا غنى له عنه طرفة عين) ».

  • ومن ثمراتها التي يجنيها المؤمن: أنه بقدر معرفة العبد بأسماء الله -عز وجل- وصفاته يكون حظه من العبودية لربه، والأنس به ومحبته، وإجلاله وتعظيمه، فيذوق طعم العبوديَّة ذوقًا خاصًّا لا يشاركه فيه كل أحد؛ لما في قلبه من المعرفة الحقيقية لربِّه وخالقه عز وجل.
  • ومتى عرف العبد ربَّه حقَّ المعرفة، وآمن به حقَّ الإيمان، أورثه ذلك الخشية التامة، والأدب الكامل مع الله عز وجل، يقول ابن القيِّم رحمه الله تعالى: «لا يستقيم لأحدٍ قطُّ الأدب مع الله إِلَّا بثلاثة أشياء: معرفته بأسمائه وصفاته، ومعرفته بدينه وشرعه، وما يحِبُّ وما يكره، ونفس مستعدة قابلة ليِّنَةٌ متهيئة لقبول الحقِّ: عِلْمًا، وعَمَلاً، وحالاً، والله المستعان».

 

ومن أجلِّ أبواب الأدب مع الله: أن يتبصَّر العبد حاجته إلى ربه، وفاقته إليه في كل صغير وكبير، حتى كان النبي صلى الله عليه وسلم -وهو أكمل الخلق أدبًا مع ربِّه- يدعو فيقول: « اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، أصلح لي شأني كله»[مسند الإمام أحمد]، وذلك يورثه معرفة بنقص نفسه، وعيوبه وآفاته، فيجتهد في إصلاح قلبه ونفسه إجلالًا لربَّه أن ينظر إلى قلبه وفيه من الآفات ما لا يرضى -جل وعزَّ-.

فبالله عليك قل لِّي: من وجد الله فماذا فقد؟ ومن فقد الله فما وجد؟ ومن جهل بصفات ربه وأسمائه فأيُّ شيءٍ علِم؟ تالله لقد فاته كل علمٍ، وحرم نفسه من كل أُنسٍ، وبالله نستعين على تحقيق معرفته في قلوبنا المتعطِّشة.

 

من منتجاتنا

No data was found