٦ رمضان
“ ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟، لا تحزن إن الله معنا ”
تيقن
حين تنعقد الأزمات وتُغلق أبواب الحلول وتضيق المنافذ ويبدأ هواء المحنة بالتسرب حتى تتحشرج أنفاسك تَيقن أن بعد العسر يسرين، تيقن النجاة ولو كنت في عرض البحر وتيقن أن النجاة لا تكونُ دائماً كما يتبادر إلى ذهنك المحدود بالعيش والوقوف على الشواطئ بل أحياناً قد تكون في سراديب الموت.
وحين يُذل أهل الإسلام وتستباح الدماء والأعراض تيقن أن النصر آت لا محالة فقد آمنت مسبقاً بـ {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} (المجادلة :٢١)
ما هو اليقين؟
واليقين هو العلم التام الذي ليس فيه أدنى شك، الموجب للعمل.
وقال البيهقي:اليقين هو سكون القلب عند العمل بما صدق به القلب فالقلب المطمئن ليس فيه تخويف من الشيطان ولا يؤثر فيه تخوف فالقلب ساكن آمن ليس يخاف من الدنيا قليلا ولا كثيرا .
فالذي يجد راحة اليقين في قلبه يجد في الآيات مصداق يقينه، ويجد فيها طمأنينة ضميره.
أهمية اليقين
ولأهمية اليقين فقد حذر الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلى الركون إلى أهل الشك ومن ليس لديهم اليقين الكامل بالله رب العالمين، قال تعالى: {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} (الروم:٦٠).
فإن كان الصبر نصف الإيمان، فإن اليقين كل الإيمان.
فالذي على يقين يؤمن بالغيب وبالآخرة حتى يكاد يراها بعين يقينه، ويوقن أن الرازق هو الله وحده فلا تضيره دنيا، ولا يزوغ عن الحق ولا تتشابه عليه الأمور، ويحكم بشرع الله تعالى في جميع أموره.
ثمرة اليقين
وقال ابن القيم: “اليقين من الإيمان بمنزلة الروح من الجسد، وبه تفاضل العارفون، وفيه تنافس المتنافسون، وإليه شمر العاملون، وهو مع المحبة ركنان للإيمان، وعليهما ينبني وبهما قوامه، وهما يُمدان سائر الأعمال القلبية والبدنية، وعنهما تصدر، و بضعفهما يكون ضعف الأعمال، و بقوتهما تقوى الأعمال، وجميع منازل السائرين إنما تُفتتح بالمحبة واليقين، وهما يثمران كل عمل صالح، وعلم نافع، وهدى مستقيم.”
وللذلك كان في الدعاء المأثور أن يرزقنا الله من اليقين ما يهون به علينا مصائب الدنيا، فالموقن لا يرى البلاء ولا مشقة المحنة بل أجر البلاء وعظمة المنزلة.
{وَفِي الْأَرْضِ آَيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ} (الذاريات: ٢٠)