قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

5 الرضا جنة القلب ❥

المحتويات:

5 الرضا جنة القلب ❥

قلب _ منيب

٥ رمضان

قال صلى الله عليه وسلم: “ذاقَ طعمَ الإيمان: مَن رضِي باللَّه ربًّا، وبالإسلامِ دينًا، وبمحمَّدٍ رسولاً ” [رواه مسلم ]

الرضا جنة القلب

ترددت في نفسي الكلمات وأنا أدخل في دوامة الأفكار اللامتناهية أفكر فيما مضى وأتخيل القادم كيف سيكون؟

موجعة هي ذكريات الماضي، مقلق هو التفكير بالمستقبل..

يا نفس لم تنسج هذه الأحزان شباكها حولك؟ ولم وجد القلق سكناه فيك؟ وربك لطيف حكيم عليم .

وجدت سكون القلب وراحته بالرضا بما كتبه الإله من الأقدار، فهو الذي بيده الخير والمضار، فملأت بالرضا نفسي وبين جوانحي وأيقنت أن الخير كل الخير بتدبير الله، وأن نفساً لن تموت حتى تستوفي ما قدّره الله لها.

يصف ابن القيم -رحمه الله – الرضا فيقول: “ هو بابُ الله الأعظم، وجنةُ الدنيا، ومُستراحُ العارفين وحياةُ المُحبِّين ونعيمُ العابدين وقُرَّةُ عيون المُشتاقين”.

من رضي بالله، رضي بحكمه

وسرت في الحياة أمضي الهوينا حتى عصفت بي الدنيا فصرت بين كر وفر، اشتهي منها متاعاً ثم أجدني على أعتاب الشهوات والشبهات، تخالط نفسي رغبتها ويزيدني الشيطان، اقترف الحرام بل أبحث من بين الفتاوى عن من يحله ؛  كي أطفىء لهيب الذنب المتأجج في صدري بقولي في المسألة خلاف، أُعمل العقل فيها وأنا لا أطلب العلم، و أجادل في الأدلة وأرد كلام أهل العلم!. ومن ثم أتذكر الرضا فأين الرضا هل حققته يا نفس؟ وكيف تحققينه وأنت لا ترضين عن أحكام الله؟

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا}

(النساء: 59)

ثمرات الرضا

من ملأ قلبه بالرضا تصغر زخارف الدنيا بعينيه، ويملأ الله صدره غنى وأمناً وقناعة، ويفرّغ قلبه لمحبته والتوكل والإنابة.

ومن رضي عن الله، ورضي بالله، رضي الله عنه وأرضاه وحفظه وكفاه وجعل الجنة هي داره وسكناه.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:“ مَنْ قَالَ: رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ

فعين الرضا أن ترضى بتدبير الإله وتقديره فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وترضى عن حكمه وشرعه وما بعث عليه رسوله صلى الله عليه وسلم، واهنأ بعد ذلك بالفضل العظيم، وأبشر بالنعيم المقيم.

يقول ابن القيم رحمه الله: “رِضاه عن ربِّه سبحانه وتعالى في جميع الحالات يُثمر رِضا ربِّه عنه فإذا رَضِي عنه بالقليل من الرِّزق رضي ربُّه عنه بالقليلِ من العمَل وإذا رضِي عنه في جميعِ الحالات واستوَت عنده، وجَدَه أَسرع شيء إلى رِضاه إذا ترضَّاه وتملَّقه”

رُوِي أنَّ عُروة بن الزبير – رضي الله عنهما – قُطِعت رِجْله ومات أعزُّ أولاده في ليلة واحدة، فدخَل عليه أصحابه وعزَّوه، فقال: “اللهم لك الحمد، كان أولادي سبعة، فأخَذت واحدًا وأبْقَيت ستة، وكان لي أطرافٌ أربعة، فأخَذت واحدًا وأبْقَيت ثلاثة، فلئن كنتَ قد أخَذت، فلقد أعْطَيت، ولئن كنتَ قد ابْتَلَيتَ، فقد عافَيْت”.

من منتجاتنا

No data was found