قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

26 *الخشوع عبادة قلبية*

المحتويات:

26 *الخشوع عبادة قلبية*

٢٦ رمضان

{قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)}
(سورة المؤمنون)

✨ *الخشوع عبادة قلبية*

عبادة مقرونة بالفلاح، والفوز بنعيم الدنيا والآخرة، هي راحة القلب ونعيمها، وسكونها من الضياع والشتات، إنها الخشوع وهي قيام القلب بين يدي الرب بالخضوع والذل،?

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: “أصل الخشوع لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته، فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء، لأنها تابعة له” فالخشوع محله القلب ولسانه المعبر هو الجوارح،❤️

فإذا قام في القلب ظهرت آثاره على الجوارح لا كما يتصور بعض الناس أن الخشوع بتنكيس الرؤوس، والرقاب، والمناكب، فالقلب محل نظر المولى -جل وعلا- وما الجوارح إلا تبع له فيجب الاهتمام به، ومن هذا نعلم أن الخشوع من أهم أعمال القلوب، كالخوف والرهبة، ومن العلماء من جعله من أفعال الجوارح كالسكون وترك الالتفات والعبث.

✨ *الخشوع في الصلاة*

الخشوع الحق في الصلاة، يكون بإخبات المصلين لربهم، بالإنكسار لعظمته، بالخضوع لكبريائه، بالخشوع لجلاله، وإذا خشع القلب خشع السمع والبصر، والوجه والجبين، وسائر الأعضاء والحواس.?

وقد كان من ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في ركوعه: (خشع لك سمعي وبصري، ومخي وعظمي وعصبي)، وحينما رأى أحد السلف رجلاً يعبث بيده في الصلاة قال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه”.

فالخشوع في الصلاة من أسباب فلاح أهل الإيمان، الذين هم في صلاتهم خاشعون إذا قاموا فيها؛ وخشوعهم فيها تذللهم لله فيها بطاعته، وقيامهم فيها بما أمرهم بالقيام به.

والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرَّغ قلبه لها واشتغل بها عما سواها، وآثرها على غيرها وحينئذ تكون راحة له وقرة عين، فيحصل له فيها الفوز والفلاح، فهي أهم الشعائر في الإسلام.?

✨ *الخشوع لا يتعلق بالصلاة فقط*

والخشوع لا يكون فقط في الصلاة، بل هو عبادة متعلقة بالقلب في كل شؤونه، فإن القلب إذا خشع، سكنت خواطره، وترفعت عن الإرادات الدنيئة همته، وتجرد عن اتباع الهوى مسلكه، ينكسر ويخضع لله، ويزول ما فيه من التعاظم والترفع والتعالي والتكبر.?

انظروا وصفَ الله لأنبيائه وأتباعهم {إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ} (الأنبياء:90)

فهو سكون واستكانة، وعزوف عن التوجه إلى العصيان والمخالفة، والخاشعون والخاشعات هم الذين ذللوا أنفسهم، وكسروا حدتها، وعودوها أن تطمئنَّ إلى أمر الله وذكره، وتطلبَ حُسنَ العاقبة، وَوَعْد الآخرة، ولا تغترَّ بما تزيِّنُه الشهواتُ الحاضرة، والملذاتِ العابرة.?

✨ *الخشوع في رمضان*

أما في رمضان فيكون القلب مقبل أكثر من أي وقت آخر فَمَرَدَةُ الشياطين قد صفدت وأبواب الجنة فتحت وأبواب النيران أغلقت، إضافة إلى الأهمية الكبرى لخشوع القلب حيث أنه هو المعين الأساسي على الطاعة؛ ألم يقل عليه الصلاة والسلام: “ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد القلب كله ألا وهي القلب” وهو الفرصة الأسمى و الأكبر ليتبدل فيها حال قلبي وقلبك.?

فالخشوع من أهم أعمال القلوب التي ينبغي للمسلم الاهتمام والعناية بها لمن أراد الفوز والفلاح في الدنيا والآخرة، خاصة وأن هذه العبادة، وهذا العمل القلبي من أول العبادات التي تُرفع عن هذه الأمة.

?

اللهم إنا نعوذ بك من قلب لا يخشع، وعين لا تدمع، ونفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها.

من منتجاتنا

No data was found