قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

25 الإحسان محله القلب ✨✨

المحتويات:

25 الإحسان محله القلب ✨✨

٢٥ رمضان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك” [رواه البخاري]

✨ *منزلة الإحسان*

عندما نشد الرحال إلى الله فإننا نبلغ بقلوبنا مالا يسعه المقام إيماناً وإجلالاً، فكيف بنا إن كنا نستحضر عظمته ومراقبته في كل دقيقة وثانية، وفي كل لحظة تمر بنا وفق إيماننا بأن الله يرانا ويسمعنا، فتنضبط بذلك انفعالاتنا، وكلماتنا، وأفعالنا؛ لأننا نخشاه ونرغب في نيل رضاه، ولأننا نعبده كأننا نراه! ❕

تلك المنزلة التي إن وصلنا إليها نكون قد وصلنا إلى لب الإيمان وروحه وكماله، فهي منزلة جامعة لما عداها من المنازل، وكل المنازل منطوية تحتها، وهي تأتي بعد الإيمان ألا وإنها “منزلة الإحسان”.?

✨ *الإحسان محله القلب*

الإحسان أساسه ومحله القلب كما يقول ابن القيم: “الإحسان إذا باشر القلب منعه من المعاصي، فإن من عبد الله كأنه يراه، لم يكن كذلك إلا لاستيلاء ذكره ومحبته وخوفه ورجائه على قلبه بحيث يصير كأنه يشاهده”.?

وقد عبّر بعض العلماء عن هذا المقام بالمراقبة.
فالإنسان المحسن دائماً يراقب ربه في مواقفه، ويسأل نفسه: هل هذا الموقف يرضي الله؟ هل هذه الكلمة أبتغي بها وجه الله؟  فهذه المتابعة والمحاسبة للنفس أعلى درجة لطريق العبد إلى الله عز وجل، هنا يكمن جوهر قول المصطفى أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فأنت بذلك تبر والديك متيقناً أن من يحسن إلى والديه نال الفلاح والنجاح فتجيب أوامر الله كما أمرنا سبحانه {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا} (الإسراء:23)، عندما تحسن في عملك فأنت فأنت بذلك لا ترجو مناصب الدنيا فقط وإنما تطمح لبلوغ أعلى المناصب الأخروية بهذا الإحسان ..?

وعندما تحسن طاعة لربك يهون في عينيك كل شيء يحول بينك وبين الله سواء كان بين الناس أو من الشهوات أو من الرغائب أو غير ذلك لأنك تسعى لخيراته ورحماته، يقول سبحانه { إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ} (الأعراف :56)
فكلما كان العبد أكثر إحساناً، كلما كان أقرب إلى رحمة ربه، وكان ربه قريباً منه برحمته.

يالله ..أي معيّة نالها المُحسن وأي خير فاز به يكفيه عن الدنيا ومافيها قربه من رحمات ربه!?

✨ *الله يحب المحسنين*

وتذكر ما قاله تعالى في قصة قارون : {وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ} (القصص: 77)
واستشعر إحسان الله إليك وفضله عليك وأحسن كما أحسن الله إليك،?
أحسن في كل شيء، أحسن في سعيك، في عملك، في تربيتك، في دراستك ومعاملتك مع البشر على أن تحملهم بالمحامل الطيبة وتحسن الظن بهم لأنه مهما فقدت ومهما خسرت إلا أن رب العباد سيجازيك بالإحسان إحساناً، وأحسن لأن الله يحب المحسنين !
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} (الرحمن :60)

ثم إن {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس:26)
معنى الحُسْنَى: أي البالغة الحسن في كل شيء، من جهة الكمال والجمال، وهي الجنة، وقد ثبت عن النبي في صحيح مسلم تفسير الزيادة المذكورة في هذه الآية الكريمة بأنها النظر إلى وجه الله الكريم في الجنة .

?

يقول ابن الجوزي – رحمه الله- :
جُبِلت القلوب على حب من أحسن إليها ، فوا عجبًا ممن لم يَرَ محسنًا سوى الله عز وجل كيف لا يميل بكليته إليه ؟!

?

من منتجاتنا

No data was found