3 إلا الصوم فإنه لي ✨

? | #قلب_منيب

٣ رمضان

قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  (إِنَّ اللَّهَ لا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ)

رواه النسائي (3140) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (52) .

✨ *“إلا الصوم فإنه لي”*

يجب أن يعرف الصائم ما الذي يريده ربه ليجزيه بالأجر العظيم المترتب على الصوم؛ ففي الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه يقول: “قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ..” متفق عليه

ابتدأ قبل بيان ثواب الصيام ببيان شرفه ومكانته “إلا الصوم فإنه لي” ثم جاءت البشارة العظيمة “وأنا أجزي به”،

س/ لمَ؟ ❓

ج/ لأنه: “يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي” أي مقام هذا المقام؟ حين يمتنع المرء عن لذاته التي بين يديه والتي ملّكه الله إياها صريحة بهاء الملكية: طعامُه! شرابُه! شهوته! من أجل رضى ربه عز وجل.

✨ *الله يريد منك إخلاصك*

فهذا ما يريده الله [الإخلاص]

{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ ۚ} (الزمر: ٣) وهذا هو حق الله على عباده: أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا.

فلا يقبل الله سبحانه عملًا ليس خالصًا لوجهه الكريم ومتى ما خالطت النية شيئا غير خالص أحبط العمل مباشرة قال تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (الزمر: ٦٥)

ورُبَ عمل عظيم حقرته النية ورُبَ عمل صغير عظمته النية. ?

✨ *مكاسب الإخلاص:*

والله سبحانه يُجنّب المخلصين مكائد الشيطان الرجيم وذلك يتضح جليًا في هذه الآية: {قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣)} سورة الزمر

يقسم هنا الشيطان ليغوين الناس جميعًا لكنه لا يستطيع ولا يقدر أن يغوي المخلصين!

والإخلاص نجاة من الهم والضيق، حين نجى الله سبحانه نبيه يوسف من كيد امرأة العزيز امتدح إخلاصه فقال سبحانه: {كَذَٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ ۚ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} (يوسف: ٢٤)

وفي الإخلاص نجاة من عذاب يوم القيامة، كما في قوله تعالى: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا (٩) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا (١٠) فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَٰلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا (١١) وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (١٢)} سورة الإنسان

والإخلاص عمل عظيم أثنى الله على رسوله موسى في قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مُوسَىٰ ۚ إِنَّهُ كَانَ مُخْلَصًا وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا} (مريم: ٥١) أتى بالإخلاص أولًا، لعِظم هذه الصفة المحمودة.

✨ *كيف أحقق الإخلاص؟*

من المعين على الإخلاص استحضار هذا السؤال عند العمل الصالح: لمن أخطو هذه الخطوة؟ لله أم للناس؟ خالصة خطوتي أم شائبة؟

وكذلك عبادة السر؛ فهي أدعى للإخلاص ولذلك تسن صلاة النافلة في المنزل.

والدعاء دومًا بأن يرزقك الله قلبًا سليمًا مخلصًا، وقدوتك في ذلك خليل الله إبراهيم عليه السلام: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧) يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ (٨٩)} الشعراء

ومن المهم معرفته لتمام قبول العمل متابعة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لا نبتدع ما لم يسنه رسول الله، وبذلك يتحقق ركنا قبول العمل الصالح: (الإخلاص لله، والمتابعة لرسول الله).

*{قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (١٦٢) لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (١٦٣)}* سورة الأنعام

اللهم ارزقنا أعلى مراتب الإخلاص في أقوالنا وأعمالنا.