?| #قلب_منيب
٧ رمضان
*“أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، لماذا؟ ربما لأن الكبر سبب الحرمان، والافتقار والتواضع لله باب العبودية”*. عبدالعزيز الطريفي
✨ *من هم الناس بعد أبي بكر؟*
قبيح أن تكون أخلاقنا ذميمة، وأقبح منها إصرارنا عليها، أو جهلنا بها.
أحيانا كثيرة، نمتدح ما فينا من فضائل، كأننا ندَّعي كمالاً أو نزعم أننا دوما على حق غير مقصرين.. ❗️
وينكسر ذلك كله عندما نتأمل وصية الرسول -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكرٍ لما سأله أن يعلمه دعاء يدعو به في الصلاة فقال: “قُلْ : اللهم إني ظلَمتُ نفسي ظُلمًا كثيرًا، ولا يغفرُ الذنوبَ إلا أنت، فاغفِرْ لي من عِندِك مغفرًة، إنك أنت الغفورُ الرحيمُ” رواه البخاري
يوصي النبي أبا بكر أن يقرَّ بظلمه لنفسه ومن هم الناس بعد أبي بكر؟!?
✨ *الكبر صفة إبليس*
إن الكبر من الصفات الذميمة التي تفتك بالقلوب وتضيع الحقوق، وهي صفة إبليس وجنوده من أهل الدنيا ممن طمس الله تعالى على قلوبهم، فأول من تكبر على الله وخلقه هو إبليس لمَّا أمره الله تعالى بالسجود لآدم فأبى استكباراً،?
{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} (البقرة: ٣٤)
فمن تخلّق بالكبر فقد تخلّق بأخلاق الشياطين، وباعد عنه التخلّق بأخلاق الملائكة المكرمين، وضيَّع على نفسه جنة النعيم ونعمة النظر إلى وجهه الكريم. ?
✨ *ما هو الكبر؟*
عن عبد الله بن مسعود عن النبي- صلى الله عليه وسلم – قال : “لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، قال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة، قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بَطَر الحق وغَمْط الناس”
رواه مسلم.
فإذا الكبر هو ما استقر في القلب من تكبر عن الحق وعدم قبوله وتصديقه ورده، واحتقار الآخرين واستصغارهم والنظر إليهم بفوقية،?
وما من خلق ذميم إلا وصاحب الكبر مضطر إليه ليحفظ عزه، وما من خلق حميد إلا ويتنازل عنه ليحفظ كبره، فلا يترك له هذا الكبر خلقاً من أخلاق أهل النار إلا جره إليه، ولا خلقاً من أخلاق أهل الجنة إلا جرده منه.❕
✨ *علاج الكبر*
إن السبيل إلى درء هذا الداء أن يتأمل الإنسان في عظمة الخالق والفرق بين كونه إنساناً ضعيفاً لا يقدر على شيء محتاج بصفة مستمرة؛ وبين الخالق المعطي الرزاق، المانع، القوي فهل من كانت صفاته الضعف والسؤال يكون متكبراً؟ طبعاً لا.?
ومن طرق علاج الكبر أن يرى الإنسان الناس أنهم مثله ولدوا من أم وأب كما ولد، وأن التقوى هي المعيار الحق، قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} (الحجرات:١٣) وقال: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا ۚ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} (القصص: ٨٣) فأفضل الناس أحسنهم أخلاقاً، وأكثرهم نفعاً، وأشدّهم تقوى وصلاحاً.?
وأيضا أن يقتدي بالأنبياء في تواضعهم -وهم صفوة الله وخاصته- ففي الحديث قال -صلى الله عليه وسلم- قال: “ما بعث الله نبياً إلا رعى الغنمَ” فقال أصحابهُ: وأنت؟ قال: “نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهلِ مكة” رواه البخاري.
فطريق العزة والرفعة يكون بالتواضع كما قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث: “ ما نقصت صدقة من مالٍ، وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزاً، وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعةُ الله” رواه مسلم.
?
“واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت”
?