١٩ رمضان
{وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران: 133)
✨ *أقبلت العشر*
بالأمس كنا نهنئ بعضنا برمضان واليوم نهنئ بعضنا بهذه الليالي العشر وسريعاً نهنئ بيوم العيد أيامًا معدودات وما أسرع انقضائها.
قد مضى عشرون منها فماذا بقى ؟❓
هذه الليالي منحة ربانية تصبُّ على قلبك سُحب الرضوان، تغسل أدران الخطايا والذنوب.?
أما آن الأوان بأن تبتل هذه الروح بعد جفافها ؟!
سبحانه يعلم كم أثقلت الدنيا كاهلك ، يعلم كم كنت تحاول .. فقط قل يارب إني تبت إليك وأقبلت عليك وقلبي بين يديك، تذلل وبث إليه شكواك وقسوة قلبك وادعو لنفسك بالصلاح والهداية وأبداً لن تخيب ..?
✨ *لا يأخذك طول الأمل*
فلا تكن ممن غرّه طول الأمل حتى وافاه الأجل .. فتأخذكَ ساعات الغفلة ولوعة الحرمان فالخسرانُ كله أن يودّعك رمضان وأنت كما أنت تراكمت على قلبك الذنوب ولم يصم لا سمعك ولا بصرك ولا قلبك فتكون ممن صام عن الطعام والشراب ولم يصم عن المعاصي والذنوب. ?
ثم تأمل في قوله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53)
يقول الحسن البصري:
“أحسن فيما بقى يغفر لك ما مضى، فاغتنم ما بقي فلا تدري متى تدرك رحمة الله!”
ورحمتُه سبحانه وسعت كل شيء، وعمّت كل حي، وملأت الكائنات، وعمرت بها الدنيا والآخرة.?
✨ *جدّد النوايا*
فقم وجدّد نواياك لإعمار ما بينك وبين الله ففرصةُ بلوغك هذه الليالي هي فرصة لا تعوض ربما أسرفت كثيرًا لكن أمامك ماتبقى من ليالي رمضان لإصلاح نفسك وعمارتها ?
وقد قال ربنا: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} صانها وحماها وأصلحها بالطاعات، زكّاها وعلّاها وزاحم بها أهل العزائم {وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا}
✨ *أسرعْ في الليل*
دونك هذه الليالي يجود الله بها على عباده بتحقيق الأماني والهبات،
فسابق وأقبل فالفوز لمن عُتق من النيران، ويا لذة الأرواح حين تُسقى من رحيق المغفرة، ونسائم الرحمات فتزداد قرباً ونوراً وهداية.
?
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53)
?