٢٩ رمضان
عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول:“ يامقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك”.[رواه الترمذي، وهو في صحيح الجامع].
✨ *الثبات نعمة من الله*
الثبات على الدين والهداية والمنهج الحق وعلى طاعة الله، الثبات عند الفتن والشدائد، الثبات عند الممات، ذلك كله نعمة عظيمة من نعم الله.?
فالله تعالى يقلب القلوب ويصرفها تارة إلى الطاعة وتارة إلى المعصية وتارة الى الحق وتارة إلى الباطل، لذلك سمي القلب قلباً لشدة تقلبه.❣️
ولذلك لما قال أنس رضي الله عنه: يا رسول الله، آمنّا بك، وبما جئت به، فهل تخاف علينا؟ قال: *“نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف شاء”* [رواه الترمذي].
?والاستقامة ليست قوة منك وإنما هي تفضل من الله عليك، وأنت تبذل السبب ولكن الله هو الذي يثبتك.
{ رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً ۚ إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (آل عمران:٨)
*فإياك أن تنخدع بالثقة بالنفس!* فالنفس تخون وتضعف، لا تختلط بالأوساط المنحرفة، لا تشاهد برامجا تبث السموم وأنت تزعم أنك لا تتأثر!
كان رسول الله – صلى الله وسلم – يدعو: {ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين}.[رواه أبو داود، وأحمد وحسنه الألباني وغيره].
✨ *الثبات على الأعمال الصالحة*
الثبات وصية النبي- صلى الله عليه وسلم -لأصحابه الكرام: إذا كنز الناس الذهب والفضة، فاكنزوا هؤلاء الكلمات: “اللهم إني أسألك الثبات في الأمر، والعزيمة على الرشد، وأسألك شكر نعمتك، وأسألك حسن عبادتك، وأسألك قلباً سليماً، وأسألك لساناً صادقاً، وأسألك من خير ماتعلم، وأعوذ بك من شر ماتعلم، وأستغفرك لما تعلم، إنك علام الغيوب”.?
فلابد أن نثبت على الأعمال الصالحة التي نرى أننا نستطيع أن نداوم عليها، من صلاة، وصيام، وذِكر، وتعلم، وتعليم، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر، وبذل الخير للناس، وغير ذلك مما يحبه الله ويرضاه، فإن العبادة ليست مخصوصة بوقت دون آخر، وإن كان في بعض الأوقات تستحب مضاعفة العمل، لشرف الزمان أو المكان، *لكن الأصل أن العمر كله لعبادة الله.*
✨ *الثبات بعد رمضان*
ورمضان شهر يُعوّدك على فعل الخير ويربيك على الطاعة، فأنت بعد رمضان تستمر على طاعة الله وتتلذذ بها، فالمؤمن الرباني يجدد التوبة ويدوام عليها ويدعو الله أن يطهر قلبه وأن يغفر ذنبه في رمضان وغير رمضان.?
وعلامة قبول شهر رمضان أن تكون حال المسلم بعده أحسن من حاله قبل رمضان لأن الحسنة تدعو إلى الحسنة، والعمل الصالح يدعو إلى العمل الصالح.?
فحذار أن تكون كامرأة غزلت غزلاً وصنعت منه قميصاً أو ثوباً فلما اكتملت أطرافه وأعجبها أخذت تقطع الخيوط وتفتلها خيطاً خيطاً بلا سبب.❗️
قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا} (النحل:٩٢)
✨ *من أسباب الثبات*
ومن أسباب الثبات على دين الله وطاعته:
▫️ الدعاء بالثبات على الدين (يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك).
▫️ الصلاة و الصبر، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ} (البقرة:٤٥)
▫️ ذكر الله تعالى، وتلاوة القرآن قال تعالى: {قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} (النحل:102)
▫️ طلب العلم الشرعي والعمل به.
وأحب الأعمال إلى الله ما دُووّم عليه وإن قل، يقول الرسول – صلى الله عليه وسلم -:“ أيها الناس عليكم من الأعمال ماتطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا، وإن أحب الأعمال إلى الله مادووّم عليه وإن قلّ، وكان آل محمد – صلى الله عليه وسلم – إذا عملوا عملاً اثبتوه (أي داوموا عليه)” [رواه مسلم]. ?
?
قال تعالى:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ}(الحجر: 99).
(اليقين:الموت)
?