قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

1 رمضان شهرٌ معظم!

المحتويات:

1 رمضان شهرٌ معظم!

#قلب_منيب

١رمضان

حَفَّتْ بِنَا نَفْحَةُ الإيمَـانِ فارتفعَـتْ *** حرَارَةُ الشَّوْقِ فِي الوِجْدَانِ رِضْوَانَا

يَابَاغَيَ الخَيْرِ هَذَا شَهْـرُ مَكْرُمَـةٍ *** أقْبِلْ بِصِـدْقٍ جَـزَاكَ اللهُ إحْسَانَـا

*رمضان شهرٌ معظم!*

وهلَّ هلال رمضان فيا بشرى بما نلت وما بلغت، اعلم رحمك الله أنَّ شهر رمضان من أجلِّ الشَّعائر عند الله، فتعظيمه من أجلِّ القُرَبِ ودلائل التَّقوى؛ لأنَّ الله -جلَّ شأنه- يقول:  {ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج: ٣٢)..

ورمضان ميدان الطَّائعين، وفرصة المتبتِّلين، وجنَّة المتَّقين، فما أجمل وأعظم أن يستهلَّ هلاله، فيرى الله –وهو المطَّلع على قلبك- ما وقر في قلبك من صدقٍ وتوقيرٍ وعزمٍ على طاعته، واستغلال كلِّ لحظةٍ من لحظاته، والتجرُّد من الدنيا لمرضاته، والعزم على التَّوبة من الذُّنوب والتُّخلُّص منها، ليكون شعار المؤمن حينئذٍ: {وعجلت إليك ربِّ لترضى} !

وهو شهر قد اختصَّه الله تعالى من بين سائر الأزمان لإنزال القرآن، قال الله تعالى: {شهر رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ} (البقرة: ١٨٥)، قال السعديُّ -رحمه الله-  «شهر رمضان ، شهر عظيم، حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم» .

*شهر الجد و الجود*

وقد كان نبيُّنا وقدوتنا -صلى الله عليه وسلم- يعدُّ العدَّة لاغتنام هذا الشَّهر الجليل، ويشمِّر عن ساعد الجدِّ في الطَّاعة والعمل، قال ابن القيِّم -رحمه الله-: «وكان من هديه -صلى الله عليه وسلم- في شهر رمضان: الإكثار من أنواع العبادات، وكان أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان، يكثر فيه من الصَّدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة والذكر والاعتكاف»،

وقد قال ابن عبَّاسٍ -رضي الله عنهما- واصفًا حال نبيِّنا -صلى الله عليه وسلم- في رمضان: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود النَّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كلِّ ليلةٍ من رمضان فيدارسه القرآن ، فلرسول الله -صلى الله عليه وسلم- أجود بالخير من الرِّيح المرسلة»، رواه البخاريُّ ومسلم.

*تتضاعف فيه الحسنات*

وقال الحافظ ابن رجبٍ -رحمه الله- : «وفي تضاعف جوده -صلى الله عليه وسلم-في شهر رمضان بخصوصه فوائد كثيرة:

منها: شرف الزَّمان، ومضاعفة أجر العمل فيه.

ومنها: أنَّ الجمع بين الصِّيام والصَّدقة من موجبات الجنَّة.

ومنها: أنَّ الجمع بين الصيام والصَّدقة أبلغ في تكفير الخطايا، واتِّقاء جهنَّم والمباعدة عنها، وخصوصًا إن ضُمَّ إلى ذلك قيام الليل».

وليكن منك على بالٍ .. أنَّ الحسنة مضاعفةٌ في شهر رمضان، وأنَّ السيئة معظَّمة فيه، قال الشَّيخ ابن عثيمين -رحمه الله في “الشَّرح الممتع” (٧/٢٦٢) : «تضاعف الحسنة والسيئة بمكانٍ وزمانٍ فاضلٍ ، فالحسنة تضاعف بالكمِّ والكيف، وأما السيئة فبالكيف لا بالكمِّ» ، فليستشعر المؤمن كلَّ عملٍ يقدم عليه: هل هو من مرضاة الله؟ فيحسن نيَّته ويقدم عليه، وإن كان مما لا يرضي الله فليتجنَّبه، وليتطلَّب مرضاة الله بذلك.

*الإخلاص.. الإخلاص*

وليكن قلبك على يقظةٍ تامَّة لإخلاص النيَّة، والاحتساب لله في الصِّيام والقيام، حتى يجزل الله لك الثَّواب، و يمحو الذُّنوب، كما في الحديث: «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه»، متَّفقٌ عليه.

والحديث «من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفر له ما تقدَّم من ذنبه». متفق عليه

فالبِدارَ البِدار ، فإن رأى الله ذلك منك أعانك، ووفَّقك، وكتب أجرك، وإن حبسك حابسٌ، وحال دون عملك مانعٌ، فإنَّ الربَّ كريمٌ، ومن صدق مع اللهِ صدق اللهُ معه.

ـما أجمل أن يرانا الله في ركب المسارعين إليه: {وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربِّكم وجنَّة عرضها السَّماوات والأرض أعدَّت للمتقين} (آل عمران: ١٣٣)ـ

من منتجاتنا

No data was found