قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | محاسبة النفس

المحتويات:

خطبة الحرم | محاسبة النفس

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي 30-12-1443 للشيخ د.صالح بن عبد الله بن حميد

الخطبة الأولى:

  • محاسبة النفس هي طريق السالكين.
  • من حاسب في الدنيا نفسه خف في القيامة حسابه، وصح عند السؤال جوابه، وحسن منقلبه ومآبه، ومن لم يحاسب نفسه دامت حسراته، وطالت في عرصات القيامة وقفاته، وأحاطت به خطيئاته وسيئاته، وكل عام ينقضي يبعد عن الدنيا والدور، ويقرب من الآخرة والقبور، ويبعد عن التمتع بالأهل، والأولاد، والأموال، ويقرب من الانفراد بالأعمال.

﴿قُل إِنَّ المَوتَ الَّذي تَفِرّونَ مِنهُ فَإِنَّهُ مُلاقيكُم ثُمَّ تُرَدّونَ إِلى عالِمِ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِما كُنتُم تَعمَلونَ﴾ [الجمعة: ٨]

  • إن من أراد الخير لنفسه عليه الوقفة الصادقة مع النفس محاسبةً ومساءلة.
  • إن الزمان وتقلباته أنصح المؤدبين ، وإن الدهر بقوارعه أفصح المتكلمين، فانتبهوا بأيقاظه، واعتبروا بألفاظه ، كما ورد في الأثر (أربعة من الشقاء: جمود العين ، وقسوة القلب ، وطول الأمل، والحرص على الدنيا ) .
  • في الشباب من غره شبابه ونسي فقد الأقران، وغفل عن سرعة المفاجآت، وتعلق بالأماني وما الأماني إلا أوهام الكسالى، وأفكار اللاهين، وما الاعتماد عليها إلا بضائع الحمقى ، ورؤس أموال المفاليس، والتمني والتسويف إضاعة للحاضر والمستقبل.
  • المحاسبة الصادقة ما أورثت عملاً، فعليك يا عبدالله أن تستدرك ما فات بما بقي، فتعيش ساعاتك ويومك ولا تشتغل بندم وتحسر يصرفك عن العمل.
  • اعلم أن من أصلح مابقي غفر له ما مضى ومن أساء فيما بقي أخذ بما مضى وبما بقي والموت يأتيك بغتة، فأعط كل لحظة حقها وكل نفس قيمتها، فالأيام مطايا والأنفاس خطوات، والصالحات هي رؤوس الأموال والربح جنات عدن والخسارة نار تلظى لا يصلاها إلا الاشقى، وأنت حسيب نفسك.
  • لا يرجو القبول إلا مؤمن بربه وبآياته وعابد مخلص، وجل مشفق، يستصغر عباداته ويستقل طاعاته، ومدرك لجلال الله وعظمته، وعلمه وإحاطته، رقيب في شعائره ومشاعره.
  • إن المطلوب في الأعمال الصالحة رعاية القلوب في إخلاصها فالإخلاص بإذن الله يورث القوة في الحق والصبر، والمثابرة والمداومة بالإخلاص يتضاعف فضل الله، ويعظم أجره وثوابه، بل الإخلاص يجعل المباحات طاعات وعبادات وقربات ..، ومن ثم تكون حياة العيد كلها لله.

الخطبة الثانية:

  • إن في قوارع الدهر لعبراً، وإن في حوادث الأيام لمزدجراً، أوقاتٌ تطوى فتخرب عامراً، وتعمر قفراً، تعير مرةً، وتسلب أخرى ، فاحذروا زخارفها المضلة، من تكثر منها لم يزدد من الله إلا بعداً، ومن لم يشغل نفسه بالحق تشاغلت بالباطل، والإناء إن لم تشغله بالماء شغله الهواء، فمن عزم على حفظ ما بقي له من سويعات عمره فلا يصاحب إلا الجادين العاملين، الأخيار النابهين، البررة الصالحين، الذين يحرصون على أوقاتهم أشد من حرص الشحيح على دراهمه ودنانيره.
  • جدُّوا في العمل، واعتبروا بما سلف، فالفرص تفوت، والأجل موقوت، والإقامة محدودة، والأيام معدودة، ولن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها، والغفلة رأس الخطايا، وعلى الشخص الحذر والمحاسبة، كيف بمن عرف الله فلم يؤده حقه !؟ وكيف بمن يدعي محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعمل بسنته !؟ وكيف بمن يقرأُ القرآن ولم يعمل به !؟ تقلَّبَ في نعم الله فلم يشكرها !؟ لم يتخذ الشيطان عدوا !؟ لم يعمل للجنة ، ولم يهرب من النار ، لم يستعد للموت، اشتغل بعيوب الناس، وغفل عن عيوب نفسه !؟ هذا وامثاله في غمرةٍ ساهُون ، تستدرجهم النعم ، ويطغيهم الغنى، ويلهيهم الأمل، استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، ولسوف يندمون إن لم يتوبوا ولات ساعة مندم.
https://www.tumblr.com/blog/view/araseel/691141451565891584?source=share

من منتجاتنا

No data was found