مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي ليوم ٥ شوال ١٤٤٣ الخطيب: الشيخ بندر بليلة
الخطبة الأولى:
- إن علامة القبول دوام العبادة وعلامة الرد رجوع المرء لما اعتاده ﴿……. وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66) وَإِذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا (67) وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (68)﴾. [سورة النساء]
فما كان من خيرٍ ناله في رمضان فتجب المحافظة عليه وماكان من شر اجتنبه فلا يعود إليه فإن أبواب الخير مشرعة فأين القاصدون ومناهل البر مترعة فأين الواردون؟ . - إن الصلاة عمود الدين ورأس العبادة، وهي تهذيب وجدان وطهارة أردان ورياضة أبدان قال النبي ﷺ: (الصلواتُ الخمس، والجُمعةُ إلى الجُمعة، ورمضانُ إلى رمضان، مُكفِّراتٌ لما بينهنَّ إذا اجتُنِبَت الكبائر) ، ومن أتى بنوافلها بني له بيت في الجنة، قال النبي ﷺ: (ما مِن عبدٍ مسلمٍ يصلي لله كلَّ يوم ثِنتَي عَشْرةَ ركعةٍ تطوعًا غيرَ فريضة، إلا بنى اللهُ له بيتًا في الجنة) ، وقيام الليل وإحياؤه بالصلاة مشروعٌ في ليالي السنة كلها لا رمضان فحسب قال عليه الصلاة والسلام : (أفضلُ الصلاةِ بعد الفريضةِ صلاةُ الليل) ، والصيام من أجل الأعمال قدرًا، وأجزله أجراً ففي الحديث القدسي: (كلُّ عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به)، ومن الصيام المستحب صيام ستة أيام من شوال، فمن فعل فكأنما صام الدهر كله صيام ثلاثة أيام من كل شهر والاثنين والخميس ويوم عرفة وشهر الله المحرم وشهر شعبان.
الخطبة الثانية:
- اتقوا الله عباد الله واعلموا أن ما قل من العمل ودام خير مما كَثُرَ وانقطع، قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ أحَبَّ الأعْمَالِ إلى اللَّهِ ما دَامَ وإنْ قَلَّ). أخرجه البخاري ومسلم ، وما كان خالصاً صواباً هو المقبول، وما عرى منهما أو من أحدهما فالعمامل محاسب مسؤول، قال تعالى: ﴿فَمَن كَانَ یَرۡجُوا۟ لِقَاۤءَ رَبِّهِۦ فَلۡیَعۡمَلۡ عَمَلࣰا صَـٰلِحࣰا وَلَا یُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦۤ أَحَدَۢا﴾ [سُورَةُ الكَهۡفِ: ١١٠].
- فالله سبحانه وتعالى شكور كريم يجزي العامل على عمله في الدنيا سعادة قلب، وانشراح صدر، وقوة نفس، وقرة عين، وعصمة من الشيطان، وفي الآخرة الرحمة والعفو والرضوان والفوز بالجنان، قال تعالى: ﴿مَنۡ عَمِلَ صَـٰلِحࣰا مِّن ذَكَرٍ أَوۡ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤۡمِنࣱ فَلَنُحۡیِیَنَّهُۥ حَیَوٰةࣰ طَیِّبَةࣰۖ وَلَنَجۡزِیَنَّهُمۡ أَجۡرَهُم بِأَحۡسَنِ مَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ﴾ [سُورَةُ النَّحۡلِ: ٩٧]