قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم: فضل الصلاة على النبي

المحتويات:

خطبة الحرم: فضل الصلاة على النبي

مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي
خطب بها فضلية الشيخ د. ماهر المعيقلي

٣ رجب ١٤٤٣

موضوع الخطبة: فضل الصلاة على النبي

الخطبة الأولى:

  • أرسل الله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رحمةً للعالمين ونجاة لمن آمن به من المتقين فهو عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، وأمينهُ وخيرته من خلقه النبي الرحيم والرسول الكريم صاحب المقام المحمود والحوض المورود، أعلى الله مقامه وشرح صدره و وضع وزره ورفع ذكره، فضله صلى الله عليه وسلم عظيم فبه هدانا الله إلى الصراط المستقيم، وأنقذنا به من عذاب الجحيم
    ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾.
  • ولفضله صلى الله عليه وسلم وعلو منزلته اختصه الله تعالى بالصلاةِ عليه دون سائر أنبيائه ورسله، فالرب الجليل العلي العزيز الحكيم سُبحانه جل جلاله وتقدست أسمائه بعظمته وجلاله وقدسيته يصلي على النبي الكريم ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾
  • صلاة الله تعالى على نبيه ثنائه عليه وتعظيمه وذكر محاسنه ومناقبه وبيان محبته له وعظيم منزلته عنده وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك من الله تعالى ففي صحيح البخاري قال أبو العارية رحمه الله “صلاة الله ثنائهُ عليه عند الملائكة وصلاةُ الملائكة الدعاء”
  • الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم عبادة عظيمة وقربة جليلة بدأها سُبحانه بنفسه الكريمة، وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأمر بها المؤمنين من خلقه، فمن حبه سبحانه لنبيه قرن طاعته بطاعته، وحبه باتباعه، وذكره بذكره، فلا يذكر الله جل جلاله، إلا ويذكر معه صلى الله عليه وسلم ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : “ما خلق الله وما ذرأ وما برأ نفساً أكرم عليه من محمد صلى الله عليه وسلم، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد غيره ﴿ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾.
  • قال ابن القيم: “إن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، أداء لأقل القليل من حقه، وشكر له على نعمته التي أنعم الله بها علينا، مع أن الذي يستحقه من ذلك، لا يحصى علماً ولا قدرة ولا إرادة، ولكن الله سبحانه لكرمه، رضي من عباده باليسير من شكره وأداء حقه” انتهى كلامه رحمه الله .
  • من صلى وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، جزاه الله من جنس عمله، وكافأة بعشرة أضعاف صلاته وسلامه والسعيد من أثنى عليه ربه.
  • ففي سنن النسائي: عن عبدالله بن أبي طلحة، عن أبيه رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء ذات يوم والبشرى في وجهه، فقلنا: إنا لنرى البشرى في وجهك، فقال:” إنه أتاني الملك، -أي: جبريل عليه السلام- ،فقال: يا محمد ، إن ربك يقول أما يرضيك أنه يصلي عليك أحد، إلا صليت عليه عشراً، ولا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشرا.”

الخطبة الثانية:

  • إن من فضل الله تعالى على عباده وإجلال منزلة رسوله صلى الله عليه وسلم أن سخر ملائكة سيّاحين، فلا يصلي ويسلم على النبي صلى الله عليه وسلم أحد من أمته إلا بلغوا النبي صلى الله عليه وسلم صلاته وسلامه وإن بَعُدَ مكانه وتباعد زمانه، ففي مسند الإمام أحمد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ للَّهِ ملائِكةً سيَّاحينَ في الأرضِ ، يُبلِّغوني من أُمَّتي السَّلامَ)، وقال عليه الصلاة والسلام: ( وصلُّوا عليَّ فإنَّ صلاتَكُم تبلغُني حَيثُ كنتُمْ) رواه أبو داوود في سننه.
  • وجاءت السنة المباركة تؤكد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها فإن العمل الصالح يزيد ثوابه بفضل وقته، ففي سنن أبي داوود قال صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ مِن أفضَلِ أيامِكُم يومَ الجُمُعةِ، فأكْثِروا عليَّ من الصَّلاةِ فيه؛ فإنَّ صلاتَكُم مَعروضةٌ عليَّ “فقالوا: يا رسولَ اللهِ، وكيف تُعرَضُ صلاتُنا عليك وقد أَرِمتَ؟، يقول: بَليتَ، قال: “إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أجسادَ الأنبياء)، فيوم الجمعة أفضل الأيام ورسول الله عليه الصلاة والسلام سيد الأنام فيُسن الإكثار من الصلاة والسلام على أفضل نبي في أفضل يوم، فهو صلى الله عليه وسلم سبب لاجتماعهم في صلاتهم وتأليف قلوبهم.
  • إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كنز عظيم من كنوز الخيرات، وباب عظيم من أبواب الطاعات، ومواطن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في الشرع كثيرة أأكدها وأوجبها عنده ذكره بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم، فمن البخل والتقصير وعدم التوفير أن يُذكَر البشير النذير صلى الله عليه وسلم فتحجم الألسنة عن الصلاة والسلام عليه ففي سنن الترمذي قال صلى الله عليه وسلم: (رَغِمَ أَنْفُ رجلٍ ذُكِرْتُ عندَه ؛ فلم يُصَلِّ عَلَيَّ)، أي لصق أنفه بالتراب كلاً وهواناً، فمن ترك الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم عند ذكره فهو على خطر عظيم ففي صحيح ابن حبان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: آمين آمين آمين، وفيه قال جبريل عليه السلام: ومن ذُكرتَ عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله، قل آمين، فقلت آمين، فما ظنك بدعاء يدعو به جبريل عليه السلام ويؤمن عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
  • وللصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم صفات كثيرة جاءت بها السنة المطرة منها ما جاء في الصحيحين من حديث أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا: (يا رسولَ اللَّهِ ! كيفَ نصلَّي عليْكَ ؟ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ : قولوا : اللَّهمَّ صلِّ على محمَّدٍ وأزواجهِ وذريتِهِ . في حديثِ الحارثِ : كما صلَّيتَ علي آلِ إبراهيمَ وبارِك على محمَّدٍ وأزواجهِ وذريتهِ قالا جميعًا كما بارَكتَ على آلِ إبراهيمَ ، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ)،،
    وتحصل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بأي لفظ أدى المراد إذا كان المرء في غير صلاة، على ألا يكون فيها غلو ففي سنن ابن ماجه قال صلى الله عليه وسلم: (يا أيُّها النَّاسُ إيَّاكم والغُلوَّ في الدِّينِ فإنَّهُ أهْلَكَ من كانَ قبلَكُمُ الغلوُّ في الدِّينُ).
  • واعلموا أيها المؤمنون أن من أعظم الأذكار الصلاة والسلام على النبي المختار بالعشي والإبكار، فهي طاعة وقربة، واقتداء وسنة، والمغانم فيها كثيرة والكلفة قليلة، والسعيد من أحيا قلبه بالصلاة والسلام على رسوله، واغتنم أوقاته بما فيه زيادة الحسنات وتكفير السيئات ورفع الدرجات.

من منتجاتنا

No data was found