قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | عن الحج وعن نصرة النبي

المحتويات:

خطبة الحرم | عن الحج وعن نصرة النبي

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي ١٧ ذو القعدة ١٤٤٣ للشيخ: د. عبد الله بن عواد الجهني تضمنت الحديث عن تعظيم شعيرة الحج في الخطبة الأولى، وبيان كيفية نصرة النبي صلى الله عليه وسلم في الخطبة الثانية.

الخطبة الأولى:
تعظيم شعيرة الحج

  • عباد الله لقد تعبدنا الله العليم الحكيم بأنواعٍ عديدة من العبادات منها ماهو بدني محظ كالصلاة والصيام ومنها ما هو مالي محظ كالزكاة وسائر النفقات وهناك عبادةٌ يقوم العبد بأدائها ببدنه مع إنفاق المال فيها فيقال لها عبادةٌ ماليةٌ وبدنية ألا وهي: عبادة حج بيت الله الحرام التي ينفق فيها الإنسان المسلم من أنفس أمواله ويكابد فيها متاعب السفر ومشقته .
  • عباد الله في هذه الأيام المباركة يفدُ المسلمون من مشارق الأرض ومغاربها إلى بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج امتثالاً لأمر الله عزوجل واتباعاً لسُنة نبينا عليه الصلاة والسلام.
  • الحج فريضة من فرائض الدين يجتمع فيه المسلمون لأداء هذه العبادة كما أداها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • يحصل بهذا التجمع منافع كثيرة وتعاونٌ على البر والتقوى.
  • المسلمون الوافدون إلى بيت الله عز وجل حين يحسون بقربهم من الله تبارك وتعالى عند بيته المحرم، تصفو قلوبهم وتخشع لذكر الله عزوجل، عند هذا المحور الذي يشدهم جميعا، إنها القبلة التي يتوجهون إليها ويلتفون حولها يجدون رايتهم التي يستظلون بها ويسيرون تحتها ويرجعون إليها إنها راية الإيمان: “لا إله إلا الله محمد رسول الله”، تلك العقيدة التي تتلاشى في ظلها فوارق الأجناس والألوان واللغات والأقطار يجدون قوة الوحدة وفوائد التضامن تحت راية الإيمان وإن الداعي لهذا التجمع قوله تعالى ﴿وَأَذِّن فِي النّاسِ بِالحَجِّ يَأتوكَ رِجالًا وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ يَأتينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ﴾ [الحج: ٢٧]
    والقاعدة الأساسية في هذا اللقاء هي قوله تبارك وتعالى ﴿وَإِذ بَوَّأنا لِإِبراهيمَ مَكانَ البَيتِ أَن لا تُشرِك بي شَيئًا وَطَهِّر بَيتِيَ لِلطّائِفينَ وَالقائِمينَ وَالرُّكَّعِ السُّجودِ﴾ [الحج: ٢٦]
    لا في قليلٍ ولا في كثير لا في قول ولا في عمل، لا في مسيرة ولا في هتافات فارغة، إنما هو تجريد القصد والعمل لله عزوجل وترك كل ما سواه.
  • فلا يعبد إلا الله ولا يدُعا إلا الله تبارك وتعالى ولا يدرك إلا اسم الله تهليلاً وتكبيراً وتسبيحاً وتحميداً وتلبيةً وخضوعاً.
  • اتق الله أخي المسلم واعلم أن الله يراقبك في جميع أوقاتك وفي كل أحوالك في أيام ونهارك، فالتزم جانب الأدب مع خالقك والتزم جانب الأدب في هذه البقاع المقدسة فلا تنتهك حرمتها بمعصية الله فيها وقدم أمامك عملاً صالحاً خالصاً لله تجده ذخراً ونوراً يوم المعاد.
  • اسأل ربك التوفيق والهداية فإنه هو الهادي إلى سواء الصراط،

﴿الحَجُّ أَشهُرٌ مَعلوماتٌ فَمَن فَرَضَ فيهِنَّ الحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسوقَ وَلا جِدالَ فِي الحَجِّ وَما تَفعَلوا مِن خَيرٍ يَعلَمهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدوا فَإِنَّ خَيرَ الزّادِ التَّقوى وَاتَّقونِ يا أُولِي الأَلبابِ﴾ [البقرة: ١٩٧]

الخطبة الثانية :

بعنوان نصرة النبي صلى الله عليه وسلم :

  • يقول الله تعالى: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰۤىِٕكَتَهُۥ یُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِیِّ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ صَلُّوا۟ عَلَیۡهِ وَسَلِّمُوا۟ تَسۡلِیمًا﴾ [الأحزاب ٥٦]، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَن صَلَّى عَلَيَّ واحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عليه عَشْرًا) رواه مسلم، وقال سهل بن عبدالله: الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم أفضل العبادات لأن الله تعالى تولاها هو وملائكته، ثم أمر بها المؤمنين، وسائر العبادات ليست كذلك.
  • فيالها من رتبة عالية، وياله من تعظيم وتشريف لا يُدرك كنهه، تردده جنبات الوجود وتتجاوب له أرجاء الكون، ويشرق له ما بين السماء والأرض، بثناء المولى عز وجل على عبده ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
  • قال الإمام القرطبي رحمه الله: هذه الآية شرف الله بها رسوله عليه الصلاة والسلام حياته وموته وذكر منزلته منه، وطهر بها سوء فعل من استصحب في جهته فكرة سوء أو في أمر زوجاته ونحو ذلك.
  • أيها المسلمون إن أعظم النصرة النبي صلى الله عليه وسلم هو الاقتداء بهديه، والاستنان بسنته، ونشر فضائله، والتعريف بسيرته، وإذاعة قيم الإسلام وتعاليمه، وإن المحاولات الإجرامية للإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لن تضر الجناب النبوي بشيء، ولا الدين الإسلامي كذلك، فقد رفع الله عزوجل لمحمد صلى الله عليه وسلم ذكره، وجعل الذل والصغار على من خالف أمره، وفتح له الفتح المبين، وعصمه من الناس، وكفاه المستهزئين، وأعطاه الله عز وجل الكوثر وجعل شانئه هو الأبتر.
  • وإن استنكار المسلمين لهذه الإساءة الإجرامية يجب أن يكون وفق ما شرعه الله في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأناشد دول العالم والمنظمات الدولية بالتحرك لتجريم الإساءة للأنبياء والرسل عليهم السلام.

من منتجاتنا

No data was found