قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم: صفات عباد الرحمن

المحتويات:

خطبة الحرم: صفات عباد الرحمن

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي
خطب بها فضلية الشيخ د. أسامة بن عبدالله الخياط

٢٥ جمادى الثاني ١٤٤٣

موضوع الخطبة: صفات عباد الرحمن

الخطبة الأولى:

  • اختص الله من عباده ذوي التقوى والإيمان بالمعية والتكريم والإحسان .
  • اذكروا أنه خلقكم وحده دون سواه فأخلصوا له الدين وأحسنوا له العمل فالسعيد من أخلص دينه لله وتابع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتاه أمر الله.
  • أيها المسلمون في الأقتداء بالأخيار والتأسي بالابرار وإقتفاء اثار المتقين والسير على منهاجهم فوز عظيم ومغنم كبير ونجاح لاحدود ولا منتهى له .
  • وفيما ذكره الله تعالى في كتابه، من توجيه الأنظار الى مسلك الصفوة ،ونهج عباد الرحمن ،وسبيل البررة، مايحقق هذه الغاية ،ويبلغ هذا المراد، إذن هو المثال الذي يحتذى به ،والنهج الذي يقتدى.
  • من ذلك قوله عز اسمه ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾
    أنهم يمشون على هذه الأرض مشية المؤمن الذي تعلوه السكينه ويزينه الوقار لايتكبر ولايتجبر ، لايريد علواً في الأرض ولافسادا ، وإذا بسط إليهم الجاهلون ألسنتهم بالسوء لم يقابلو ذلك بمثله بل بالعفو الصفح والمغفرة.
    قال الحسن: حلماء، وإن جُهل عليهم، لم يجهلوا.
  • هذا نهارهم ياعباد الله فكيف ليلهم !
    إنه خير ليل ، ليل مضيء بألوان الطاعة ﴿ وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا ﴾.
    يحذرون الأخرة ويرجون رحمة ربهم ضارعين إليه ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما .
  • إنهم مع حسن معاملته للخلق وشدة إجتهادهم في عبادة الخالق وحده لاشريك له يخافون أن ينزل عليهم عذابه فيبتهلون إليه أن يصرفه عن ساحتهم ، غير آبهين ولا متكلين على جميل أعمالهم وعظيم رصيدهم منها .
  • إنفاقهم على أنفسهم أهليهم ، فلقد سلكوا فيه اعدل السبل ونهجوا فيه أقوم الطرق ﴿وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا﴾
    فكان وسطاً عدلا لاتبذير ولاتقتير .
  • من صفات عباد الرحمن التخلي عن المفاسد ، والتجافي عن الشرور ، حيث تنزهوا عن الشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله قتلها والزنا ﴿وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا﴾.
  • إنه إخلاص الدين لله وصرف جميع أنواع العبادة له وحده دون سواه ،فلا يدعون في الشدائد إلا إياه ولا يسألون العون ولايرجون الغوث ولايطلبون المدد إلا من الله ولايعتمدون في كل شأن من شؤونهم إلا عليه سبحانه ولايخشون أحدًا إلا الله.

الخطبة الثانية:

  • لقد قسم أهل العلم الصفات التي وصف الله تعالى بها عباد الرحمن في ختام هذه السورة العظيمة سورة الفرقان إلى ٤ أقسام :
    فالأول منها ماهو من التحلي بالكمالات الدينية وهي التي بُدِئ بها من قوله تعالى: { وَعِبَادُ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلَّذِینَ یَمۡشُونَ عَلَى ٱلۡأَرۡضِ هَوۡنࣰا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَـٰهِلُونَ قَالُوا۟ سَلَـٰمࣰا} [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٦٣]
  • الثاني هو التخلي عن ضلالات أهل الشرك من قوله تعالى: { وَٱلَّذِینَ لَا یَدۡعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا ءَاخَرَ} [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٦٨]
  • الثالث هو من الاستقامة على شرائع الإسلام وهو قوله: { وَٱلَّذِینَ یَبِیتُونَ لِرَبِّهِمۡ سُجَّدࣰا وَقِیَـٰمࣰا } [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٦٤]، وقوله: { وَٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَنفَقُوا۟ لَمۡ یُسۡرِفُوا۟ وَلَمۡ یَقۡتُرُوا۟ وَكَانَ بَیۡنَ ذَ ٰ⁠لِكَ قَوَامࣰا } [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٦٧]،
    وقوله: {وَلَا یَقۡتُلُونَ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِی حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا بِٱلۡحَقِّ وَلَا یَزۡنُونَۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰ⁠لِكَ یَلۡقَ أَثَامࣰا } [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٦٨]، وقوله تعالى: { وَٱلَّذِینَ لَا یَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا۟ بِٱللَّغۡوِ مَرُّوا۟ كِرَامࣰا } [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٧٢]
  • الرابع من طلب الزيادة في صلاح الحال في هذه الحياة وهي قوله تعالى: { وَٱلَّذِینَ یَقُولُونَ رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَ ٰ⁠جِنَا وَذُرِّیَّـٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡیُنࣲ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِینَ إِمَامًا }
    [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٧٤].
  • فاتقوا الله عباد الله واكثروا من التأمل في الصفات الكريمة والسجايا العظيمة، ومن دوام الحرص على التحلي بها والتخلي عما يضادها، ففي ذلك الفلاح والسعادة والفوز والنجاة، كما قال تعالى: { أُو۟لَـٰۤىِٕكَ یُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ بِمَا صَبَرُوا۟ وَیُلَقَّوۡنَ فِیهَا تَحِیَّةࣰ وَسَلَـٰمًا (٧٥) خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ حَسُنَتۡ مُسۡتَقَرࣰّا وَمُقَامࣰا (٧٦)} [سُورَةُ الفُرۡقَانِ: ٧٥-٧٦].

من منتجاتنا

No data was found