قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | خطر المخدرات

المحتويات:

خطبة الحرم | خطر المخدرات


مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي ٧ جمادى الآخرة ١٤٤٤

للشيخ: د. عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس

عن: خطر المخدرات



الخطبة الأولى:


* في هذه الآونة التاريخية تعيش أمتنا الإسلامية فتناً حالكة وعواصف من التحديات هالكة اختلفت ضروبها .. من أنكى تلكم الفتن في الأمة فتنة تغييب العقول إما بأفكار هدامة ضالة او مسكرات ومخدرات مغيبة مضلة والعقل والإدراك من أزكى المنن.

* أيها المؤمنون لقد جاء الدين الإسلامي الحنيف بما فيه مصالح العباد في المعاش والمعاد يقول الإمام الغزالي رحمه الله: “ومقصود الشرعِ من الخلق خمسة وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم كل ما يتشمت حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة وكل ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة ودفعة مصلحة”

* لقد حرم الله كل ما فيه فساد للعباد في المعاش والمعاد لذا حرم الخمر والمسكرات وقال في كتابه الكريم ﴿يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِنَّمَا الخَمرُ وَالمَيسِرُ وَالأَنصابُ وَالأَزلامُ رِجسٌ مِن عَمَلِ الشَّيطانِ فَاجتَنِبوهُ لَعَلَّكُم تُفلِحونَ﴾ [المائدة: ٩٠]

وروى الإمام أحمد وأبو داوود عن أُم سلمة أنها رضي الله عنها أنها قالت: “نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكرٍ ومفترٍ.”

*من حديث ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لعن الله الخمرَ وشارِبها وساقيها وبائعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصِرها وحاملها والمحمولة إليه”. أخرجه ابو داود .


* الحكمة من تحريم المسكرات والمخدرات أنها تقضي على الفرد في أعز ما يملك وهو عقله والعقل أساس التكليف إذا جاءت نصوص الشريعة بحفظهِ.

* قال الإمام الشاطبي رحمه الله وقد جاءت الشريعة بحفظ العقلِ من جهتي الوجود والعدم.

* كلما زادت ظاهرة استعمال المخدرات في مجتمع من المجتمعات ارتفعت معدلات الجرائم الأمنية والأخلاقية.

* المخدرات خراب الدين ودمار العقل وإتلاف الصحة، بغيضة إلى الرحمن رجس من عمل الشيطان، ضعف في الدين والإيمان ..

* حينما نبحث عن أسباب تفشي هذا الخطر ولا سيما في محيط الشباب نجد أن أهم هذه الأسباب ضعف الوازع الديني وضمور مستوى التربية الإسلامية لدى كثير من الأجيال والخواء والفراغ الكبير والتقليد الأعمى وجلساء السوء أضف إلى ذلك ما يشتري بعض المجتمعات في هذا الزمان من تزهد في العلم والعمل.

*خلاصة الأمر أنه يوم أن ضعفَ التدين و كثر الجهل بالشريعة وطغت الماديات سهل الأمر على من أراد بالمجتمعات سوءًا فاستناخ الأمر تحدياً هالكاً وحرباً ضروساً سافرة تعددت ضروبها وأشكالُها!

* لابد من أخذ التدابير الواقية للتصدي لهذا الخطر الداهم قبل استفحاله، وأولى الخطوات وأولاها: تقوية الوازع الديني ومراقبة المولى العلي واستشعار معيته وتعظيم أمره ونهيه وتحقيق الاعتدال والوسطية…، يقول العلامة ابن القيم ومن تدبر أحوال العالم  وجد كل صلاح في الرض توحيد الله وعبادته وطاعة رسوله وصدق رب العالمين حيث قال وهو أصدق القائلين: ﴿… وَمَن لَم يَجعَلِ اللَّهُ لَهُ نورًا فَما لَهُ مِن نورٍ﴾ [النور: ٤٠]

* ثاني هذه الخطوات الإحترازية …،إذكاء الجوانب التربوية والأخلاقية فهي معراج الروح لبناء الشخصية القوية وجعلها شخصية قوية متماسكة راسخة متناسقة أسوتها وقدوتها نبي الهدى صلى الله عليه وسلم.

الخطبة الثانية:



* أن من أَوْلَى ما يجب الاهتمام به وإيلاؤه أوفر العناية في هذه الآونة العصيبة، التحذير من المخدرات وتعاطيها وترويجها، حماية للشباب الذين هم عماد الأمة ومستقبلها.
والمسؤولية في ذلك تقع على عاتق العلماء والدعاة ورجالِ التربية والفكر والإعلام وحملةِ الأقلام، فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته؛ انتشالا للجيل من حومة الضياع ومسالك الضلال، وأخذًا بحُجَزِهم عن الهُويِّ في سراديب الغواية وغياهب الضياع؛ وإحباطًا لخطط الخصوم والأعداء الذين يتخذون من الشباب مطية لأهوائهم وتضاعف أموالهم والحفاظ على تلاحم أفراد الأسرة والمجتمع مع أبنائهم وتراحمهِم، وفتح قنوات الحوار الهادئ الهادف، وتهيئة الفرص العملية لهم؛ حمايةً لهم من الفراغ والبطالة، وتعاون ذوي اليسار ورجال الأعمال في ذلك مع الجهات المسؤولة، ليتحقق للمجتمع ما يصبوا إليه من تحصين لشباب الأمة وحراستهم من المؤثرات السلبية التي قد تجذبهم إلى هذه المسالك المرذولة وإدمانها.

من منتجاتنا

No data was found