مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي
خطب بها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني
٢٣ ربيع أول ١٤٤٣
موضوع الخطبة: بر الوالدين
الخطبة الأولى:
- أمر سبحانه بالإحسان إلى الوالدين وهو البر وقد رجح في السنة المطهرة تقديم كفة الأم في البر ففي الحديث الصحيح قالَ: مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ.
- هي المقدمة في حسن المعاشرة وفي حسن الصحبة والمخالطة فللأم ثلاثة أضعاف ما للأب عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبر من كانا في هذه الأمة بأمهما: عثمان بن عفان، وحارثة بن النعمان رضي الله عنهما.
فأما عثمان فإنه قال: ما قدرت أن أتأمل أمي منذ أسلمت.
وأما حارثة فأنه كان يفلي رأس أمه ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلاماً قط تأمر به حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج: ما أرادت أمي؟.
- كان ابن سيرين رحمه الله إذا كلم أمه من لا يعرفه يظن انه مريض وكانه ضارع يتضرع بصوت منخفض جدا وبغاية التذلل والخضوع ،
- وقد ضم الوالد إلى البر والإحسان وإلى تسببه في إيجاد الولد ومحبته بعد وجوده وشفقتيه وتربيته والكسب له والانفاق عليه عبدالله بن عمرو عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “رضا الرب في رضا الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد” رواه ابن حبان
قال صلى الله عليه وسلم: “الوالِدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ، فإنَّ شئتَ فأضِع ذلك البابَ أو احفَظْه” رواه الترمذي
- العاقل يعرف حق المحسن ويجتهد في مكافئته وجهل الإنسان في حق المنعم من اخس صفاته ولاسيما إذا أضاف إلى جحد الحق المقابلة بسوء الأدب دل ذلك على خبث الطبع ولؤم الوضع وسوء المنقلب.
- عباد الله إن البر طاعة للرحمن وخير وبركة للإنسان وسبب لإستجابة الدعاء ولسعة الرزق وطول العمر قال صلى الله عليه وسلم “مَن أَحَبَّ أن يُبْسَطَ له في رزقِه ، وأن يُنْسَأَ له في أَثَرِهِ ، فَلْيَصِلْ رَحِمَه”
- إن البر بالوالدين من شيم الكرام ودليل على الفضل والمال والبار قريب من الله قريب من الناس قريب من الجنة.
- ليعلم البار بوالديه انه مهما بالغ في برهما لن يفي بشكرهما قال رجل للصحابي الجليل عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما حملت أمي على رقبتي من خرسان حتى قضيت بها أتُراني جزيتها قال لا ولا بطلقة من طلقاتها
وليحذر المسلم من عقوق الوالدين قال صلى الله عليه وسلم: رغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَهُ أبواهُ الكبرَ فلم يُدْخِلاهُ الجنَّةَ.
فعقوق الوالدين من صفات اللئام ودليل الخسة والرذالة والعاق بوالديه بعيد من الله وبعيد من الناس وبعيد من الجنة قريب من النار.
- يقول العلماء كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة الا العقوق فإنه يعجل له في الدنيا وكما تدين تدان.
- فاتقوا الله أيها المسلمون في والديكم وقوموا بحقوقهما وقدموا رضاهما على كل شي على أنفسكم على
وأبنائكم وزوجاتكم تفلحو وتسعدوا
ورحم الله تبارك وتعالى والد أعان ولده على بره
﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً﴾
الخطبة الثانية:
- اعلموا رحمكم ﷲ أن ﷲ سهل لنا طرق الخير ويسرها، فمن مات والداه أو أحدهما فقد بقي من بر والديه الخير الكثير من الدعاء لهما والاستغفار لهما، وإنفاذ عهدهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا رحم لك إلا من قبلهما، وكذلك إذا علم أن على الوالدين أو أحدهما ديناً من صيام قضاه الولد عنهما، أو يحج عنهما إذا لم يقوما بفريضة الحج، وبذلك تبرأ ذمتهما أمام ﷲ تعالى بعد موتهما وزيد في حسناتهما ولا ينقص من أجره شيء.