قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم: القرآن وحفظ الوقت

المحتويات:

خطبة الحرم: القرآن وحفظ الوقت

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي خطب بها فضلية الشيخ د. عبدالله بن عواد الجهني

٨ شعبان ١٤٤٣

الخطبة الاولى: عن القرآن

  • عبادالله: أنزل الله القرآن الكريم لمقاصد سامية وحكم جليلة فهو منهاج الخالق لإصلاح الخلق، وكان من أهم مقاصد نزوله أن يكون تهذيبًا للنفوس وإصلاحاً للقلوب ، وتقويماً للطباع ، ودلالةً للناس إلى الصراط المستقيم ، وأن يكون الحجة الدامغة والبرهان الواضح والدليل الملموس على صدق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا فيما بلغه عن ربه على تعاقب الليالي والأيام .
  • المتأمل في القران الكريم يجده قد حوى جميع متطلبات الحياة وحوائج الناس وما يسعدهم في دينهم ودنياهم وآخرتهم ، فما من سبيل من سبل الخير إلا بينه لهم ، ودلهم عليه ولا طريق من طرق الشر إلا نهاهم عن سلوكه وحذرهم منه وأنه قد اشتمل على ما يصلح عقائدهم وأخلاقهم ومعاملاتهم وكل شؤونهم.
  • القران الكريم أنزل لتكوين أمة مؤمنة بربها ، تصمد أمام الأحداث ، تهدي إلى الحق وتجادل من أجل الحق ، وتدافع عن الحقوق.
  • القرآن كون بإذن الله أُمةً متعاطفة متراحمة فيما بينها ، قوية شديدة على عدوها ، قال تعالى ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّه…﴾. لقد كانت تلك الأمة العظيمة آية من آيات القدرة الإلهية . أنشأت في الأرض بإذن الله ما شاء أن تنشأ، وسارت في الأرض ماشاءالله أن تسير ، قررت للإنسانية عقيدة طاهرة نقية، وتصورًا سليما، وقيمًا وموازين، حققت العدالة والأمن والاستقرار ، وهو قادر الآن أعني القرآن الكريم وبإذن الله أن يخرج لنا أيضا أمة على غرار تلك الأمة العظيمة ، ولكن لابد من شباب هذه الأمة السير على ماكان عليه السلف الصالح من الإيمان الراسخ بالله ، والتوكل على الله ، والاعتصام بالله وحده ، والإيمان بقدر الله ، والتصديق بوعد الله ووعيده ، فتلكم هي المعاني التي كانت خلق النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم تسليمًا وأصحابه والقرون المفضلة ، وتلكم الصورة يارعاكم الله لو استقرت في قلب إنسان مؤمنٍ لصمد أمام جميع الأحداث ، وأمام جميع الخصوم .
  • قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا لابن عباس رضي الله عنهما احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فأسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على ان ينفعوك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك الله إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف . أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي وقال حديث حسن صحيح .
  • إن من أعظم ما يعتز به المسلمون في ماضيهم وفي حاضرهم وفي مستقبلهم وأحق ما ينبغي أن يقيموا عليه منهج حياتهم هو كتاب الله تعالى ، وأن السبل لحيازة الشرف بخدمة كتاب الله , مفتوحة ممهدة تهتف بمن يريد أن يسلكها بقلب مفعم بالصدق والإخلاص ورجاء المثوبة , وطلب المزيد من خيري الدنيا والآخرة، وقد تكفل الله عزوجل بحفظ هذا القرآن العظيم﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾. ، ويسر على عباده حفظه في الصدور وفي القلوب وفي السطور والحمدلله رب العالمين

الخطبة الثانية : عن الأوقات

  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى يتقارَبَ الزَّمانُ ، فتَكونُ السَّنةُ كالشَّهرِ، والشَّهرُ كالجُمُعةِ ، وتَكونُ الجمعةُ كاليَومِ، ويَكونُ اليومُ كالسَّاعةِ ، وتَكونُ السَّاعةُ كالضَّرمةِ بالنَّارِ) رواه الترمذي ،، بين النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث بعضاً من علامات الساعة، ومنها قلة بركة الزمان وقلة فائدته واشتغل أكثر الناس بزخارف الدنيا وملذاتها، وتضييع الوقت فيما لا ينفع، فلا يستفيدون من الزمن لا في أمور الدين ولا في أمور الدنيا.
  • ولعله من الأسباب توفر الراحة وتكاثر النعم وتكاثر الخيرات، لكن الواجب على المسلم التوازن في حياته، ومعرفة الهدف الذي خلق له، قال تعالى:﴿ وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِیَعۡبُدُونِ (٥٦) مَاۤ أُرِیدُ مِنۡهُم مِّن رِّزۡقࣲ وَمَاۤ أُرِیدُ أَن یُطۡعِمُونِ (٥٧) إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلرَّزَّاقُ ذُو ٱلۡقُوَّةِ ٱلۡمَتِینُ (٥٨) ﴾ [سُورَةُ الذَّارِيَاتِ: ٥٦-٥٨]، فالإنسان له هدف ورسالة، لم يخلق للأكل والشرب والمتاع واللعب فحسب وإنما هي قوة له للإستعانة بها على طاعة الله.
  • قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: إذا قيل ماهو السبيل الذي يجعل أوقاتنا مباركة؟ قلنا: ذكر الله، ودليل ذلك قوله تعالى: ﴿ وَٱصۡبِرۡ نَفۡسَكَ مَعَ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ رَبَّهُم بِٱلۡغَدَوٰةِ وَٱلۡعَشِیِّ یُرِیدُونَ وَجۡهَهُۥۖ وَلَا تَعۡدُ عَیۡنَاكَ عَنۡهُمۡ تُرِیدُ زِینَةَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَاۖ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطًا ﴾ [سُورَةُ الكَهۡفِ: ٢٨]، أمره أي شأنه كله يكون ليس فيه بركة، فالإنسان إذا أعرض عن ذكر الله واتبع هواه نزع الله البركة من عمره وهذا حال كثير من الناس اليوم مع الأسف، فاغفل الله قلوبهم عن ذكره واتبعوا اهواءهم وكانت أمورهم فرطاً، تمضي عليهم الساعات بل الأيام وهم لم ينتجوا شيئاً، ، انتهى كلامه رحمه الله،،
  • اتقوا الله أيها المسلمون واشكروا نعمة الله عليكم، بما منّ به من هذا الشهر المبارك شهر شعبان فهو زمان رفع الأعمال إلى الله تعالى فاجتهدوا في طاعة ربكم، وخذوا من صحتكم لمرضكم، ومن غناكم لفقركم، ومن شبابكم لهرمكم، ومن حياتكم لموتكم.

من منتجاتنا

No data was found