قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم: الصداقة

المحتويات:

خطبة الحرم: الصداقة

مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي
خطب بها فضلية الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد

٢١ ربيع الثاني ١٤٤٣

موضوع الخطبة: الصداقة

الخطبة الأولى:

  • أيها المسلمون إن مادية هذه العصر قضت على كثير من الروابط الوجدانية، والمشتركات العاطفية فأصبح الناس وكأنهم قطع آلات تعمل للمصالح المادية.
  • لقد جعلت هذه المادية المنافع مصالح،وهي معايير العلاقات، فتراهم يقولون لا صداقات دائمة، ولا عداوة دائمة، ولكن مصالح دائمة.
  • وهذا حفظكم الله له تأثيره الكبير في فقدان القيم الروحية.
  • معاشر الإخوة ومن أجل مزيد من البيان والإيضاح هذا حديث عن الصداقة والأصدقاء في علاقاتهم وحقوقهم وصفاتهم.
  • الصداقة عباد الله هي فطرة الاستئناس التي فطر الله الناس عليها.
  • قيل إذا أردت أن تعرف همة الإنسان ورجاحة عقله وبعد نظره وسعة أفقه فانظر من يصاحب، وتأمل فيمن يصادق،
    الصداقة سامية المكانة تجمع بين العقل والدين و الصلاح والكرم وحسن الخلق.
  • الصداقة ابتهاج في القلب ولذة في الروح وسخاء في النفس وعون على تخفيف أعباء الحياة.
  • الصداقة عطاء وبذل وإقالة للعثرات، وصفح عن الزلات.
  • الصداقة هي جسر المحبة بين القلوب والعطر الفواح الذي ينتشر في الأرجاء فيملئ القلب بالفرح والروح بالمحبة.
  • معاشر الإخوة الصداقة اختيار واصطفاء، لا تترك للظروف أساسها الحب وعمادها الاحترام وحافظها طيب النوايا وراعيها حسن المقاصد.
  • الصديق شريك في الحياة والأفراح والاتراح والرخاء والشدة.
  • قد قيل الصديق وقت الضيق والصديق قبل الطريق.
    عندما سئل أحد الحكماء هل الصديق أحب إليك أم القريب؟
    فكان جوابه القريب يجب أن يكون صديقاً.
  • معاشر الإخوة ويجتمع في الصديق صدق القلب وصدق اللسان وصدق الموقف وصدق المشاعر وصدق النصح.
  • الصديق رقيق في عتابه رفيق في عقابه غير فاسق ولا منافق.
    الصديق يستأنس به ويعتمد عليه.
  • لابد من الحرص و التحري في اختيار الصديق، فالإنسان محاسبٌ على اختيار الصديق، تأملوا قوله سبحانه في ندامة الظالم ﴿يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولاً ﴾

    وفي الحديث:
    «المرءُ على دينِ خليلِه فلينظرْ أحدُكم مَن يُخاللُ»أخرجه ابو داوود.
    وعن عبدالله بن عمرو: «خيرُ الأصحابِ عند اللهِ خيرُهم لصاحبِه، و خيرُ الجيرانِ عند اللهِ خيرُهم لجارِه »رواه الترمذي بسند حسن
    وفي الحديث:«لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي.»
    والمتحابون في الله يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

الخطبة الثانية:

  • ذكر الله عز شأنه في كتابه مقامين تتحلى فيهما الصداقة على حقيقتها، ويبرز فيهما أثرها، وعظيم الحاجة إليها، أما المقام الأول حين يلتفت بعض أهل الموقف يوم القيامة ليبحثوا عن مُعين أو نَصير، فيقول قائلهم كما ذكر الله عزوجل في كتابه ﴿فَمَا لَنَا مِن شَـٰفِعِینَ ۝ وَلَا صَدِیقٍ حَمِیمࣲ﴾ [سورة الشعراء: 100 – 101]، وأما المقام الثاني فهو لعموم أهل المحشر حيث قال الله عزوجل ﴿ٱلۡأَخِلَّاۤءُ یَوۡمَىِٕذِۭ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوٌّ إِلَّا ٱلۡمُتَّقِینَ﴾[سورة الزخرف: 67]،
    إنها صداقة التقوى، الصداقة الممتدة إلى ما بعد الموت والتي لا تنفصم عراها.
  • الانقباض عن الناس يكسب العداوة، وسوء الأصدقاء أضر من بغض الأعداء، والكذاب ليس حريّاً أن يكون أخاً أو صديقاً، وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «مثَلُ الجليسِ الصالحِ ومثلُ جليسِ السوءِ كحاملِ المسكِ ونافخِ الكيرِ ، فحاملُ المسكِ إما أن تبتاعَ منه ، وإما أن تجدَ منه ريحًا طيبةً، ونافخُ الكيرِ إما أن يُحرِقَ ثيابَك، وإما أن تجدَ منه ريحًا خبيثةً» أخرجه البخاري ، قال النووي رحمه الله: في هذا الحديث فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمعروف ومكارم الأخلاق، والورع والعلم والأدب، والنهي عن مجالسة أهل الشر والبدع ومن يغتاب الناس أو يكثر هجوره وبطالته، ونحو ذلك من الأعمال المذمومة.
  • اتقوا الله عباد الله واعلموا أن أصدقاء السوء يدلون على الفساد، ويسيرون في طريق الهلاك، وليس أجلب لسبيل الفساد من قرناء السوء، والمرء ليس بحاجة إلى صداقة تجلب العداوة.

من منتجاتنا

No data was found