مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي ١٠ ربيع الثاني ١٤٤٤
للشيخ: عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس
عن: الشهرة وآفاتها
الخطبة الأولى:
- التقوى نور القلوب ..
﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ - جاء الإسلام بعقيدة التوحيد الخالصة وهي دعوة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام وتلك هي وظيفة المسلم في الحياة: إخلاص العبودية لله وحده لا شريك له، في بعد عن الرياء والسمعة، قال سبحانه:
﴿… فَاعبُدِ اللَّهَ مُخلِصًا لَهُ الدّينَ﴾ [الزمر: ٢] ﴿أَلا لِلَّهِ الدّينُ الخالِصُ …﴾ [الزمر: ٣]
- لما استبدل بعض الناس في تعاقب الزمن بنور الوحيين سواهما ابتلى بالفرق والخلافات والطوائف والإنقسامات والأحزاب والتصنيفات …واتبعوا أهوائهم ﴿… وَمَن أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ …﴾ [القصص: ٥٠]
- حرصت الشريعة الغراء على تحقيق مجتمع متماسك بعيد عن الفتن والشبهات وأمرنا رب العالمين أن نعتصم بحبله المتين قال سبحانه ﴿وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا …﴾ [آل عمران: ١٠٣]
- مما يعكر صفو الإخلاص ويشق عصا الوحدة دون مناص حب الظهور بين الناس بل قل إن شئت شهوة الشهرة وسطوة التصدر والظهور وتلك قاصمة الظهور.
- إن من المؤلم حقاً أن نرى بعضهم يسعى إليها سعياً حثيثاً حتى أنه لا يرى في الدنيا شيئاً غيرها وربما تخلى عن قيمه ومبادئه وأخلاقه وعقيدته من أجل سراب خادع يحسبه الضمأن ماء.
- كان السلف الصالح رحمهم الله يكرهون الشهرة بل يفرون منها وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، نهى عن لباس الشهرة ورتب عليه الوعيد الشديد، أخرجه أحمد وأبو داوود والنسائي وابن ماجه .
- يقول سفيان الثوري رحمه الله إياك والشهرة فما أتيت أحدًا ألا وقد نهى عن الشهرة .
وقال بشر ابن الحارث :(ما اتقى الله من أحب الشهرة)
وقال ثابت البناني :(قال لمحمد ابن سيرين لم يكن يمنعني من مجالستكم إلا خوف الشهرة )
قال الإمام أحمد رحمه الله أريد ان أكون في شعب من شعاب مكة حتى لا أعرف فقد بُليت بالشهرة) الله أكبر! الله أكبر! وهو المستعان عليه التكلان ونعوذ بالله من الخذلان، هكذا مضى سلفنا الصالح على هذا المنهاج. - هذا الزمان عظمت فيه الفتنة بمن يسمون مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي.
- أصبح الناس يعقدون المقارنات بين واقعهم الذي يعيشونه وبين ما يرون على شاشات المعلومات فكثرت المشكلات الأسرية وشاعت الضغائن والأحقاد والحسد والغيرة وغيرها من أمراض القلوب وأدواء النفوس في الوقت الذي نرى فيه كثيراً من أبناء الأمة همه في ليله ونهاره أن يكون مشهوراً أو متابعاً للمشاهير مهما كلفه ذلك.
الخطبة الثانية:
- لا تتحقق أهلية من ذاع صيته إلا بتحقق المسؤولية في أجلى مظاهرها (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته).
يتوج ذلك بمعاقد الصدق والرفق والحلم والحكمة وصالح الأخلاق والقيم. - ألا وإن من فضل الله عز وجل وعظيم آلائه وجزيل نعمائه ما من به على هذه الأمة من تمكين الحرمين الشريفين وما ينعمان به من أمن وأمان وراحة واطمئنان وما هيئ لها من قيادة تشرف بخدمتهما.
- إن من أشرف أعمالكم وأزكاها عند بارئكم كثرة صلاتكم وسلامكم على نبيكم المصطفى الصادق الأمين إمام المتقين ورحمة الله للعالمين.