قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم | التوحيد

المحتويات:

خطبة الحرم | التوحيد

مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي
٢٢ جمادى الأول ١٤٤٤
للشيخ: أ.د ياسر الدوسري



خطبة الأولى:



* من أخذ بالتقوى وخالف النفس والهوى فقد استمسك بالعروة الوثقى وإلى مراتب الإحسان ارتقى وسعد في الدارين ونجى . ﴿وَأَمّا مَن خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفسَ عَنِ الهَوى﴾ [النازعات: ٤٠] ﴿فَإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ المَأوى﴾ [النازعات: ٤١]

* إن من تمام نعمة الله على عباده أن نصب لهم للحق منارات وبينات من الدلائل والآيات يهتدي إليها من وفقه رب الأرض والسماوات، فمن أطلق بصره في الكون وتفكر وأمعن النظر في كتاب الله وتدبر عَلِم أن الله خلق الناس على الفطرة السوية ودلهم عليها بالآيات الكونية وأرسل إليهم الرسل بالحجج القوية فسهل لعباده الساعين إلى مرضاته سبيلاً فأقروا له بالعبودية، وحذر سبحانه من عصيانه النفوس الغوية.

* إن إخلاص العبادة لله وإقامة الدين وصية الله لأنبيائه ورسله عليهم الصلاة والسلام . ﴿شَرَعَ لَكُم مِنَ الدّينِ ما وَصّى بِهِ نوحًا وَالَّذي أَوحَينا إِلَيكَ وَما وَصَّينا بِهِ إِبراهيمَ وَموسى وَعيسى أَن أَقيمُوا الدّينَ وَلا تَتَفَرَّقوا فيهِ كَبُرَ عَلَى المُشرِكينَ ما تَدعوهُم إِلَيهِ اللَّهُ يَجتَبي إِلَيهِ مَن يَشاءُ وَيَهدي إِلَيهِ مَن يُنيبُ﴾ [الشورى: ١٣]


* ما من رسول بُعث في أُمة إلا قد صدر دعوته بهذا الأمر العظيم.

﴿وَلَقَد بَعَثنا في كُلِّ أُمَّةٍ رَسولًا أَنِ اعبُدُوا اللَّهَ وَاجتَنِبُوا الطّاغوتَ…﴾ [النحل: ٣٦]

* دلة نصوص الوحيين على عظم أمر التوحيد وكونه أصل الأعمال وأساسُها فإن وجد قُبلت وإن عُدِمَ تبددت .

*في الحديث القدسي ( إني خلقتُ عبادي حنفاءَ فاجتالتْهم الشياطينُ فحرَّمتْ عليهم ما سش مأحللتُ لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أُنزِّل به سلطانًا ) أخرجه مسلم .

* أول نداء للناس أجمعين في كتاب الله المبين هو قول رب العالمين ﴿يا أَيُّهَا النّاسُ اعبُدوا رَبَّكُمُ الَّذي خَلَقَكُم وَالَّذينَ مِن قَبلِكُم لَعَلَّكُم تَتَّقونَ﴾ [البقرة: ٢١] وإن أول نهي لهم هو قوله تعالى ﴿…فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ أَندادًا وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٢٢]
بقوله تعالى اعبدوا ربكم أمر بالتوحيد وفي قوله لا تجعلوا لله انداد تعالى ونهي عن الشرك.


* امتن الله عز وجل على عباده بما سخره لهم في السماوات من نعمه العظيمة وآلائه الجسيمة مما ينفعون به في حياتهم حالاً ومآلا قال سبحانه: ﴿الَّذي جَعَلَ لَكُمُ الأَرضَ فِراشًا وَالسَّماءَ بِناءً وَأَنزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزقًا لَكُم …﴾ [البقرة: ٢٢]
ثم قال: ﴿…فَلا تَجعَلوا لِلَّهِ أَندادًا وَأَنتُم تَعلَمونَ﴾ [البقرة: ٢٢]
فتأملوا يا عباد الله هذه النتيجة وشدة لزومها لتلك المقدمات قبلها!
قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير هذه الآية: أي لا تشركوا به غيره من الأنداد التي لا تنفع ولا تضر وأنتم تعلمون أنه لا رب لكم يرزقكم غيره وقد علمتم أن الذي يدعوكم الذي يدعوكم إليه الرسول من توحيده هو الحق الذي لا شك فيه.

* انتظام السماوات والأرض قائم على توحيد الله قال جل في عُلاه ﴿لَو كانَ فيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا فَسُبحانَ اللَّهِ رَبِّ العَرشِ عَمّا يَصِفونَ﴾ [الأنبياء: ٢٢].

* لما كان القرآن معدن التوحيد ومنبعه ومصدر الإيمان ومرجعه نفرت منه نفوس من أُشربوا في قلوبهم الأنداد وضرب الهوى بينهم وبين الهدى أصلب الأسداد.

الخطبة الثانية :


* وعد الله عباده الموحدين وبشرهم بجنات تجري من تحتها الأنهار فنعم عُقبى الدار وتوعد من أشرك به غيره وخالف أوامره وارتكبَ نواهيه بعذاب النار فبئس القرار.

* الجنة دار الأمن والأمان والسلام لا غل فيها ولا تدابر ولا خِصام دعوى المؤمنين فيها سُبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام لا نصب فيها ولا صخب ولا يُخرج أهلُها منها ولا يمسهم التعب بل هي حبور وسرور ولا خوف فيها ولا حزن ..
﴿يا عِبادِ لا خَوفٌ عَلَيكُمُ اليَومَ وَلا أَنتُم تَحزَنونَ﴾ [الزخرف: ٦٨]﴿الَّذينَ آمَنوا بِآياتِنا وَكانوا مُسلِمينَ﴾ [الزخرف: ٦٩]
﴿ادخُلُوا الجَنَّةَ أَنتُم وَأَزواجُكُم تُحبَرونَ﴾ [الزخرف: ٧٠]

أنه الفوز العظيم أنه الفوز العظيم .

من منتجاتنا

No data was found