مقتطفات من خطبة يوم الجمعة في الحرم المكي
خطب بها فضلية الشيخ د. سعود بن ابرهيم الشريم
١٠ رجب ١٤٤٣
موضوع الخطبة: الاتجار بالبشر
الخطبة الأولى:
- قال حذيفة لقد خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة إلا ذكره، علمه من علمه وجهله من جهله
- من جملة ذلك الحقوق العامة للناس ، التي أكد عليها رسول الهدى والرحمة صلى الله عليه وسلم بقوله: (إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا) رواه البخاري
- هناك نص صريح غليظ من النبي صلى الله عليه وسلم على تحريم الدماء، وتشمل النفوس وما دونها، وتحريم الأبشار، وتشمل الأجساد وأعضاءها، وتحريم الأموال، وتشمل القليل والكثير، وتحريم الأعراض، وتشمل الزنا واللواط والقذف ونحو ذلكم؛ فكلها محرمة تحريما غليظا، لا يجوز للمسلم أن ينتهكها من أخيه المسلم.
- معنى الاتجار بالبشر أوسع من مفهوم البيع والشراء وحسب وإن كان هو جزاء منه ثم إن بالاتجار بالبشر دركات كثيرة أعلاها ما أزهق نفسا محرمة وأدناها النيل من ورائهم والتسول بهم وإنه لمن السوء بمكان الصعود على أكتافهم لحصد مغانم دنيوية على حساب عقولهم وأعراضهم وأموالهم وأنفسهم وخاصتهم.
الخطبة الثانية:
- إن بلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية تحظر الاتجار بالبشر بشتى صوره في منظومة متكاملة عبر سن أنظمة مكافحة وانضمام إلى اتفاقات تعنى بذلكم الجرم المشين، ولها في هذا الباب تقدم ملحوظ في التصنيف العالمي، وما هذا إلا امتداد لمواقف سابقة تجاه ما يعزز هويتها الإسلامية كونها قبلة المسلمين.
- وليس ببعيد عنها تحفظها من بعض المعاهدات والاتفاقات تجاه مصطلحات الهوية والميول الجنسية غير المتفق عليها والتي تعارض مبادئ وتشريعاته، كل ذلك ثمرة انتمائها الإسلامي منذ تأسيسها قبل 3 قرون حيث نشأت منقادة بمنهج الوسط الذي هو العدل الخيار بين الغلو والجفاء والانحراف والتطرف، فجمع الله بها ما كان متفرقاً، وأضاء بها مصابيح الاعتقاد والمعرفة ومحا بها دياجير الجهل والضلال وقطع بها دابر التقاتل والتدابر فأمنت السبل وأصبحت البلاد نسيجاً واحداً متناسقاً.
- وقد نص نظام الحكم فيها أنه يستمد سلطته من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهما الحاكمان على جميع أنظمة الدولة، وقد أكرمت بفضل الله تعالى بخدمة الحرمين الشريفين وعمارتهما والعناية بهما، فترى ذلك واجباً يمليه عليها انتمائها للدين الإسلامي الأغر وهي تشرف بذلكم أيما شرف، ولا عجب عباد الله فإن أشرف وسام يتوج بها أئمتها أن يلقب أحدهم خادم الحرمين الشريفين.