قلب ينبض بالإيمان، قلب صالح..درب يصلح

You are reading

خطبة الحرم آفة التنمر

المحتويات:

خطبة الحرم آفة التنمر

مقتطفات من خطبة الجمعة في الحرم المكي
خطب بها فضيلة الشيخ د. سعود بن ابراهيم الشريم

التاريخ ٩ ربيع أول ١٤٤٣

موضوع الخطبة: آفة التنمر

الخطبة الأولى

  • للروح رقياً أرفع من رقي الجسد كما قال الله جل شأنه:﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ﴾

-آفة التنمر ضرب بأطنابه في أفئدةٍ رخوة
لم يروض ذووها على توقير حقوق انفسهم ولا حقوق الآخرين وحرماتهم غير آبهين بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: “كلُّ المسلِمِ على المسلِمِ حرامٌ ، دمُهُ ، ومالُهُ ، وعِرضُهُ”
الراوي : أبو هريرة

  • من سماها بالتنمر ما سماها إلا لبشاعة خروج المعتدي في طباعه من صورته الإنسانية إلى صورة سلوك السباع الضواري التي تفتك بمن حولها وتسطو عليه فهي لا تنفك تصول وتفترس
والمرءُ إنْ أَلِفَ الفَظَاظةَ صِبْغَةً
كَرَّتْ عَليهِ بسُوءهَا فَتَجبَّرا
لا غَرْوَ إنَّ الشّر يُذْكي بعضَهُ
مَن آثَرَ العِنفَ المشينَ تَنمَرَا
  • التنمر سلوك عدواني متكرر يقوم به الإنسان ذكر كان أو انثى صغيرا او كبيرا فرداً أو جماعة تجاه اخرين متعمدا في ذلك على قوته وفتوته ورفقاه وضعف المعتدى عليه
  • كأن المتنمر بتنمره يتقيأ أخلاقاً من الخلق الفاسد الذي ابتلعه من حيث يشعر أو لا يشعر
  • التنمر في واقع الأمر ضربان أحدهما تنمر حسي وهو ذو تنوع فقد يكون لفظياً من خلال الشتم أو السخرية أو السباب أو الشماته أو بها جميعًا وقد يكون غريزياً بالتحرش والابتزاز ونحوهما وقد يكون فعلياً من خلال الضرب وايذاء الجسد أو السلب والنهب تخريب ملك الغير والضرب الآخر هو التنمر المعنوي من خلال الاحتقار والتعصب والعنصرية وبطر الحق وغمط الناس
  • التنمر عباد الله آفة بغيظة يتسارع تراكمها في المجتمع كلما غفل عنها التربويون وذوو الاختصاص بتلكم الآفة الحارقة.
  • يشتد خطره حينما يقع بين الأولاد في بيئتهم التعليمية لتضاد البين بين مخرجاتها الرئيسة في الفهم وتحمل المسؤولية وتهذيب السلوك والتآلف لدى النشئ وبين التربية على الصالح العام والخلق الرفيع بين الطلاب بعضهم البعض وكذا بين الطالبات .
  • لايقل خطراً عنه التنمر الالكتروني والتقني الحديث لأن ضررهم أكثر تعدياً مما سواه بطبيعة انتشاره في كل بيت ونفوذه في التشويش و التهويش والإرباك للعامة والخاصة في المجتمع الواحد
  • يتجرعها المتنمر بسبب خلل في تربيته الأسرية أو أن الأسرة تعيش حالة من العنف بين ذويها أو بين ما يحمله من طاقة مكبلة لم يحسن أهلها التنفيس عنه فيها بما ينفعه ولايضره أو بسبب خلل توعوي أو قصور تربوي أو طبع انتقامي ونحو ذلكم فيجعل محصلة ذلك فالتعبير عنها بتنمره على الآخرين من باب الانتقام والتشفي والهروب من ذلكم الواقع الذي يعيشه وأما من باب ظنه أنهُ فتوةٌ وقوةٌ وغلبة. وبخاصة إذا وجد في أوساط الناس من الرفقاء والأصحاب من يشجعه أو يعينه عليها أو يهيئ له أسبابها أو يهون له عقوبتها وعاقبتها
  • عاقبة التنمر لصاحبه اضطراب في شخصه وإفساد في مجتمعه وإدمان للسلوك العدواني وقلق واكتئاب لا ينفكان عنه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب” رواه البخاري
  • التنمر بالآخرين عباد الله إفساد عريض والمتنمر ضعيفٌ ولو تفتا ؛ لأن من دعته نزوته فهو منقاد لهوىً محضٍ وليس قائداً له ومؤثِرٌ خلق السباع الوضيع على خُلق الإسلام الرفيع وإفساد سبيله على اصلاحه ومقدمٌ هوى ذاته على مصلحة مجتمعه
  • من أحب نفسه حقاً أدرك أن عليه ألا يؤذي غيره فإنه لا يؤذي غيره إلا من كره نفسه شعر بذلك أو لم يشعر فالعلة فيه لا في غيره.
  • لكلٍ دوره ومسؤليته فلا يلقي المربون بالعتب على الأسر ولا الأسر بالعتب على المربيين ولا يلقونهم جميعاً بالعتب على من سواهم
  • ينبغي للمتنمر المكلف أن يتقي الله ويستحضر حُرمةَ ايذاء الآخرين والاعتداء عليهم وأنه أو المتضررين بتنمره في دنياه وأخراه
  • كما ينبغي له أيضاً أن يتصالح مع نفسه ومع الناس معتمداً بعد عون الله على تصفير همومه وكبح جماح طاقاته السلبية ومزاحمتها بالرضا والصبر والنقاء
  • أن بحسبه من الشر بتنمره أن يؤذي أخاه المسلم أو يحقره أو يكون تجاههُ طعاناً معتديا أثيما قد اسلم قياده للشيطان الرجيم والله جل وعلا يقول: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ وقال سبحانه:﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا﴾

الخطبة الثانية :

  • ضعف الوازع الديني والإخفاق في التربية على الخلق القويم أعظم سببين في حصول التنمر، بالإضافة إلى البيئة والرفقة وأثرهما على الفرد والجماعة فإن القرين بالمقارنة يقتدي.
  • علاج التنمر :
  1. غرس ثقة الطفل بنفسة ومراقبة سلوكه.
  2. إعمال مبدأ العقاب الذي يقابل مبدأ الثواب فعن عثمان رضي الله عنه قال : ( إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن).
  3. التوعية والارشاد والتوجيه لمكارم الأخلاق وبث روح المحبة والألفة والإخاء.

الجهل ⬅️ الخوف ⬅️ التعصب ⬅️ التنمر

والتوجيه السليم هو نور التخلص من الجهل المظلم،

  • إنا إذا أحسنا التعامل مع هذه الظاهرة لدى الأطفال والشباب أَمِنا جانبا مهما من مستقبل الأمة فاطفال اليوم هم شباب الغد وشباب اليوم هم كبار الغد، وما المجتمع المتماسك إلا بأطفاله وشبابه وكباره،، ولن يصلوا للتآلف إلا إذا أَمِنوا أيدي بعضهم وألسنتهم وقد صدق رسولنا الكريم إذ قال : (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) متفق عليه

من منتجاتنا

No data was found